لا جديد في هذا العام.. جوائح وجبال هموم ثقال

مع دخول وباء كورونا الموجة الثانية وازدياد حالات الإصابة والانتشار لا يجد الفريق المعني بالتصدي للوباء في اجتماعاته إلا إعادة صياغة تحذيراته والتذكير بالإجراءات الوقائية، فلا الحكومة قادرة على تغطية تبعات إجراءات الإغلاق، ولا هي قادرة على تخفيف الازدحام وحل الأزمات، ولا المواطنون يأبهون إلا لرغيف الخبز وجنون الأسعار.

مهما كان أثر الكمامة والتعقيم فلا جدوى منهما في وطن يعاني مأساة الطوابير والزحف من طابور إلى طابور، حتى إن البعض غير قادر على شراء الكحول والكمامات، في ظل السقوط المدوي لليرة السورية وغلاء الأسعار، أو حتى شراء الأطعمة والفيتامينات التي تقوي المناعة، كما أنه غالباً لا يحصل على مخصصاته المقننة من المحروقات للتدفئة لاتقاء البرد الذي يعد أحد أسباب انتشار الأمراض أيضاً.

المواطن محاصر بين فتك الوباء وفتك الأمعاء وضياع نصف عمره مشرداً على الطرقات ليحصل على مجد الوقوف ضمن وسيلة نقل، بعد معركة وصراخ وحبة القمح بعد ذل وشقاء.

واللافت ردة فعل الناس على أي خبر يتعلق بالوضع، فلا أحد يصدق بعد الآن أي وعود أو تحسينات حتى وإن صادف أن حصلت تبقى سبيلاً للسخرية والاستهزاء.

يأتي عام آخر وشتاء آخر وتمر السنوات ونحن نعود للوراء، نتخلص من مقومات الحضارة البشرية رويداً رويداً، ونخسر جزءاً منها في كل عام ونخسر معها إنسانيتنا أيضاً وشعورنا بالانتماء. هكذا يتحول من يصبح لديه رغيف الخبز حلماً ويضيع الوقت في محاولة الوصول إلى عمل لا يكفي أجره بضعة أيام، أو إلى منزل مهدد بالرحيل منه لغلاء الإيجار، وهذه حكاية أخرى للقهر والحرمان فلا استقرار ولا أمان.

كيف يصبح الوطن منفى هكذا علمتنا الحروب وجبلنا الفساد.

المجد للفقراء غالبية الشعب السوري المفعم بالدمع والذل وحربه الضروس من أجل البقاء.

ريم الحسين

العدد 1104 - 24/4/2024