إكثار الزعفران يجد طريقه في مركز بحوث السويداء

السويداء- معين حمد العماطوري:

بعد عامين من العمل البحثي والقراءات المستمرة لنتائج تجارب حقلية، من قبل فريق علمي متخصص يعمل ضمن مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء، استطاع ورغم ما يجتاح البلاد من صعوبة تأمين مستلزمات العمل، وإثبات قيمة العمل المعرفي العلمي القائم على التجريب، بعد أن تم تشكيل لجنة وزارية على المستوى الوطني (لجنة القرار 3109/و تاريخ 15/8/2018) برئاسة السيد معاون وزير الزراعة، وعضوية مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ورئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء وغيرهم، التي حددت مهمتها الأساسية الاهتمام بنبات الزعفران ونشر زراعته في سورية.

وقد أوضح الدكتور وسيم محسن (رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء والفريق البحثي) لجريدة (النور) السورية إنه وُضعت خطة طموحة لزراعة نبات الزعفران في مركز بحوث السويداء، وجرى تخصيص ثلاثة مواقع لزراعته ضمن محطات المركز، وحددت للعمل مجموعة من الأهداف من أهمها دراسة العوامل المؤثرة بنجاح زراعة هذا النبات الهام في محافظة السويداء، وأهم الشروط الفنية المتعلقة بنجاح تجارب زراعته تمهيداً لنقل هذه النتائج والمعارف إلى الإخوة المزارعين، وتشكل فريق بحثي للإشراف والمتابعة من مختلف التخصصات العلمية الدقيقة. ورافق ذلك خلال فترة التنفيذ العديد من الندوات العلمية بهذا الخصوص، أوضحوا أن الزعفران نبات بصلي من فصيلة السوسنيات، والجزء الفعال في الزعفران أعضاء التلقيح وتسمى (المياسم) وتنزع من الزهور المتفتحة، يستوطن أماكن كثيرة من آسيا، حالياً يزرع بكثرة في إيران وإسبانيا والهند، تتصدر إيران لائحة الدول المنتجة للزعفران حتى اللحظة، ويبلغ إنتاجها السنوي ما يقارب ثمانمئة طن، علماً أن جمع كيلو غرام واحد من مياسم الزعفران الجاف يستلزم قطف 130.000 زهرة، وقد توصلنا إلى أن الشرط الأول لنجاح زراعته هو ارتفاع المكان عن سطح البحر بما لا يقل عن 600 متر، وكلما كان الجو بارداً كانت زهور الزعفران أفضل ورائحتها أقوى وتويجاتها أكثر صلابة، وأي مصدر للتلوث يؤثر فيها. وهو يحتاج إلى الري في شهر ايلول وهو شهر الزراعة، وفي أشهر الشتاء التي يحدث فيها انحباس للهطول المطري، ويزهر الزعفران أوائل شهر تشرين الثاني وتستمر فترة الإزهار في الحقل لمدة 20 يوماً، ويزرع الزعفران على مسافة 10-15 سم بين الكورمة والأخرى و50 سم بين الخط والأخر وتزرع على عمق لا يتجاوز 10سم، كما يحتاج نبات الزعفران إلى النهار القصير ليس أكثر من 11 ساعة من أشعة الشمس أو ضوء النهار، ومتطلباته للماء قليلة كونه من النباتات التي تزرع في فصل الشتاء، ويفضل الترب الرملية جيدة الصرف ذات المحتوى الجيد من الكلس والمادة العضوية، ويمكن أن تمكث الأبصال في الحقل نفسه لمدة بين 3-7 سنوات.

وللعلم يُغَشّ الزعفران لارتفاع سعره، فهو يعتبر من النباتات باهظة الثمن من خلال خلطه بأعشاب مشابهة له لزيادة الوزن مثل العصفر المماثل له في اللون وسرعة الذوبان بالماء.

ومن أهم استعمالات الزعفران وفوائده الطبية نذكر:

1. طارد للأرياح، وفي الوقت نفسه فإنه يوقف شهية الطعام، يستعمل للحمية وتخفيض الوزن.

2. معرق ويساعد على تخفيض الحرارة.

3. يساعد على بدء الطمث.

4. منشط للطاقة الجنسية.

5. مفيد في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.

6. مفيد في معالجة البشرة الجافة، يمكن مزج الزعفران مع الزنجبيل لتحسين الأداء والنتائج، وإعطاء البشرة الطراوة اللازمة.

7. يعطي الزعفران طاقة، فهو يزيد في الطاقة الجسدية ويقوي الحواس من سمع وإبصار وشم ولمس.

8. ينشط الزعفران القلب ويمنع تسرع القلب والخفقان.

الجدير بالذكر أن الزعفران يتمتع بخصائص وقائية مقاومة للسرطان، وقد تبين في أحدث دراسة نشرتها مجلة (الطب والبيولوجيا التجريبية) المتخصصة بأن باحثين في المكسيك أثبتوا أن بالإمكان استخدام الزعفران عاملاً واقياً من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض. ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث التي أجريت على الحيوانات، أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة، ولكنه قد يسبب تقلص وانكماش الأورام الموجودة، كما يزيد فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان. وترجع الفوائد الصحية للزعفران بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي (لايكوبين) و(بيتاكاروتين) كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.

والسؤال: هل نتائج البحث وما توصل إليه الباحثون بعد عمل مضنٍ لعامين ونيف يجد طريقاً للاستفادة من نتائج أبحاثهم عند أصحاب القرار؟

العدد 1102 - 03/4/2024