لوين رايح يا بلد!؟

رمضان إبراهيم:

المتابع لما يجري من فوضى وجنون في الأسعار لا يمكن له أن يتخيل حجم الضغط الذي يتعرض له المواطن منذ الاستيقاظ حتى ساعة النوم.

فهذا المواطن الذي لم ينم يوماً على همّ قديم بات يتحدث مع نفسه وهو في الشارع أو في البيت أو في الحمام أو في مقر عمله حيث الناس سكارى وماهم بسكارى.

فإذا كان غرام الذهب قد سجل اليوم 135 ألف ليرة سورية، وبيدون الزيت تجاوز 85 ألفاً، ومدفأة المازوت من النوع الوسط بـ 75 ألف ليرة سورية، وطنّ الحديد بمليون ونصف مليون ليرة، ومتر الرمل والبحص بـ 8000، والغسالة بـ 800 ألف، والبراد بمليون ليرة، للحجم والنوع العادي، والجاكيت الجلد بـ 75 ألفاً من محل البالة بـ 50 ألفاً وأرخص بنطال بـ 20 ألف ليرة سورية، والقميص بـ 12000، وأرخص حذاء بـ 15000، وأرخص فرّوج بـ 8000، وسعر البقرة تجاوز 4 ملايين، وأنثى الغنم بـ 500 ألف ليرة سورية، وكيلو اللحمة  بـ 25000 ليرة سورية، وكيلو المشبّك  بـ 2500 ليرة سورية، وقطعة الشعيبية بجوز  بـ 500 ليرة سورية، وسندويشة الفلافل بـ 800 ليرة، والشاورما بـ 3500 ليرة سورية، وعلبة السردين بـ 1000 ليرة، وعلبـة الطون بـ 1700 ليرة سورية، وكيلو البرتقال  بـ 700 ليرة، والتفاح بـ 1000، والبندورة  بـ 800، والخيار بـ 1000 ليرة سورية، وأرخص بسكوتة بـ 200 ليرة، وعلبة المتة بـ 2000، وأوقية القهوة بـ 3000، وصحن البيض قريب من 6000 ليرة، وظرف السيتامول صار  بـ 200، وعلبة الحليب بـ 6000، وأرخص كيس حفاضات  بـ  5000 ليرة، وكيلو سائل الجلي فلش صار بـ 1000، وأرخص نوع من المختوم بـ 1500، وزيت القلي بـ 3700 ليرة سورية!

الدواء ارتفع سعره ثلاثة أضعاف، والبنزين والمازوت والخبز وغيرو وغيرو! والأجهزة الطبية صارت بالملايين.

التاجر رفع الأسعار وزاد نسبة ربحه، والفلاح رفع سعر مزروعاته، وعمال المهن الحرة صارت يومية العامل بين 5000 و10000 ليرة، والطبيب ضاعف كشفيته، والمحامي رفع قيمة أتعابه، حتى المليّس والمبلّط صار يأخذ عالمتر 2000 ليرة.

كل هذا الجنون غير المنطقي وغير المقبول، وبقيت الحكومة كالأطرش والأعمى والأخرس لجهة كل الصراخ المطالب بالزيادة التي تساير هذا الجنون، ليتمكن الموظف من الصمود في وجه هذا الجنون غير المسبوق!

ونتساءل، بكثير من الاستهجان عن الضرائب، عما إن كانت قد زادت على التجار الكبار والمستوردين الحيتان والصناعيين الكبار بما يتناسب وحجم الزيادات في أسعار ما ينتجون أو يبيعون، وما هو نصيب خزينة الدولة من كل هذا الجنون!؟

البلد إلى أين، أيها السادة القابضون على مفاتيح القرار؟!

ارحمونا كي يرحمكم الله!

العدد 1104 - 24/4/2024