ينبغي إحداث فارق!

كتب رئيس التحرير:

ينبغي إحداث فارق!

الضرورة تتطلب ذلك، فأوضاع الناس أصبحت لا تطاق.

من يسعى إلى لقمة العيش أصبح شبه يائس من تأمينها، ومن عجز عن تدبير دوائه، سلّم أمره لله، ومن احتار في تلبية نفقات موسم المدارس والعام الجامعي القادم، رفع يديه إلى السماء.

قد لا تستطيع الحكومة الجديدة صنع المعجزات، لكنها بقليل من الإرادة والحكمة تستطيع تخليص المواطن السوري من بعض همومه الرئيسية التي أصبحت كابوساً مرعباً.

سورية، أيها السادة، تمرّ بأخطر مرحلة منذ استقلالها، فهي تواجه خطر بقايا الإرهابيين على أرضها، واحتلالاً صهيونياً أمريكياً تركياً لأجزاء من التراب السوري، وتغوّلاً أمريكياً لخنق شعبها، وأوضاعاً مأسوية لمهجّريها في الداخل والخارج، في الوقت الذي تتطلب فيه مواجهة هذه المرحلة استمرار صمود جماهير الشعب السوري، ومواصلة دعمها لجيشها الوطني في الحفاظ على السيادة والأرض والهوية.. كيف؟

إنه السؤال الذي تعرفون الإجابة عنه، أنتم في جميع مواقع المسؤولية في البلاد وعليكم أن تجيبوا.

دعونا من المواعظ عن التضحية ونكران الذات من أجل الوطن، فقد ضحى شعبنا أكثر من أي شعب في الدنيا من أجل وطنه، خلف جيشنا الوطني في مواجهة الإرهابيين.. وهو اليوم يرى بأم العين مقدمات الاستباحة الصهيونية الكبرى للمنطقة بأسرها، ويلمس لمس اليد تهافت (الأشقاء) على تقديم فروض الطاعة لآل صهيون. يسمع ويشاهد ما تعد الولايات المتحدة وحلفاؤها كي يتحول مواطنو الوطن (الكبير) إلى متلقّي النِّعم من المصارف الكبرى وبيوت المال العالمية.

المواطن السوري يرى أن الأمل الذي ما فارقه يوماً بوطن سعيد.. ديمقراطي.. علماني.. يعلي من قيم الوطن ورفعته، ويسمو بكرامة المواطن وحياته، قد بات كحلم في ليلة صيف مع سيطرة الحيتان، والفاسدين، وأثرياء الحرب، على كل المقدرات.

المواطن السوري يستجير بالوطن، بعد أن أجاره في كل منعطف في تاريخ سورية المعاصر وحمى علمه، وسقى ترابه الدم الطاهر.

كفى، ولتعلن حكومتنا الجديدة اليوم، أن شغلها الشاغل سيكون إحداث هذا الفارق، وليشمر الجميع عن سواعدهم كي لا تتحول وعودهم إلى كذبة كبرى كبقية الحكومات التي تعاقبت على مدى (سنوات الجمر).

افعلوا ما عليكم، وابدؤوا برفع الأجور والرواتب، وخلِّصوا المواطن من هموم الخبز والدواء! خذوا من أثرياء الحرب، وادعموا معيشة المواطن السوري!

وسيبقى الوطن عندئذٍ في قلوب من لم يخذلوه يوماً.

العدد 1104 - 24/4/2024