يا مسؤولينا.. ارحموا طلابنا من هيبتكم داخل قاعة الامتحان!

السويداء – معين حمد العماطوري: 

يجري هذه الأيام امتحانات لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوية، وقد سجلت الأوساط التربوية استعدادها التام لسير العملية الامتحانية وفق الطرق التربوية المعتمدة. وعلى رغم ما يعيشه الطالب من أسباب ومسببات ودوافع للقلق الامتحاني، وتعرضه للضغوطات النفسية من خلال طبيعة المناخ وارتفاع درجات الحرارة وما مر على البلاد من أزمات اقتصادية وأمنية وتوتر ملحوظ في الدوافع النفسية جعلت القلق عاملاً أساسياً مرافقاً للطالب خلال الامتحان، إذ يمر الطالب بحالة نفسية انفعالية تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة، نتيجة لتوقعه الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه أو الخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو ضعف ثقته بنفسه أو رغبته في التفوق على الآخرين، أو معوقات صحية ليصبح القلق أمراً طبيعياً.. عدا الأسباب التي حددها بعض علماء التربية ومنها:

أ‌- اعتقاده بأنه قد نسي ما قد درسه وتعلّمه خلال العام الدراسي.

ب‌- نوعية الأسئلة و صعوبتها.

 ت‌- عدم الاستعداد والتهيؤ الكافي للامتحان.

 ث‌- قلة الثقة بالنفس.

 ج‌- ضيق وقت الامتحان.

 ح‌- التنافس مع أحد الزملاء و الرغبة القوية في التفوق عليه.

 ومن الأمور المؤدية لإثارة قلق الامتحان: المبالغة بقضية الامتحانات، مما يؤثر على نفسية الطالب فيصيبه الخوف والذعر والقلق ويتصور أن الامتحان عبارة عن موقف رهيب ومفزع، إضافة إلى ما يقوم به بعض الأهالي من سلوكيات يظنون أنها نافعة وناجحة، ولكنها تؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية على الطالب، إذ يتبع بعض الأهل أسلوب المراقبة المشددة والحرص الزائد على الطالب، كالإقامة الجبرية للطالب في المنزل.

وهناك إجراءات تتخذها الجهات العامة في التربية والقيادة السياسية في السويداء تبعث الخوف والرعب الإضافي، حينما يقوم المراقبون بتوجيه الطلاب بقدوم السادة المسؤولين إلى قاعة الامتحان، الأمر الذي يزيد إلى رعب الامتحان خوفاً جديداً من وفود التربية، والقيادة السياسية والإدارية، ووفود من الوزارة، والتوجيه وغيرها.

والأجدر بكل تلك الجهات، إذا كانت تهتم بالطالب وتفوقه، الاطلاع على العملية الامتحانية بعد انتهاء من الامتحان وعند خروج الطلاب من قاعات الامتحان وليس داخل القاعة.

إذ كثيراً ما يدخل السادة المسؤولون والطلاب في حالة توتر، وهذا ما يزيد إلى توترهم توتراً إضافياً، يساهم في نسيان ما قد درسه، نتيجة للضغط النفسي والاجتماعي والتربوي.

فيا مسؤولينا، ارحموا طلابنا من زياراتكم لقاعات الامتحان، وخفِّفوا من توترهم وبُثّوا فيهم روح الأمل والتفاؤل بعد الامتحان، بتوجيهاتكم الكريمة، خاصة أن (التربية) تعمل بأسئلتها في كل عام على خفض نسب النجاح دون حساب للتعب والجهد الذي يبذله الطالب خلال العام الدراسي، فالشعور بالنجاح والتفوق حلم.

العدد 1104 - 24/4/2024