حافة الهاوية.. مخطط أمريكي لاستمرار الهيمنة

لا أحد يعلم ماذا في جعبة الأمريكيين بعد، فالمطبخ قديم.. والطهاة يتكررون والهدف واحد: استمرار سيطرة القطب المدجج بالسلاح والطاقة والمال على العالم.

لا يعرف تاريخنا الحديث انفراجاً عالمياً حقيقياً ساهمت فيه الإدارات الأمريكية، إلا تحت ضغط المواجهة، كوبا- فيتنام، في زمن التوازن الاستراتيجي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، أما بعد تسعينيات القرن الماضي، فقد اتسمت سياسة القضب الأمريكي الأوحد، بتوتير الأجواء العالمية، وتصنيع الحروب المحلية، ووضع المخططات كي لا تقوم قائمة لمن يهدد وحدانية البيت الأبيض في قيادة العالم.

ما نشهده اليوم يشكّل تصعيداً مدروساً أمام التهديد الذي يواجه القطب الأمريكي من دول وتجمعات إقليمية وعالمية تضم دولاً نامية كبرى سجلت حضوراً فاعلاً في السياسة والاقتصاد العالميين، وتسعى إلى نزع تفرّد الأمريكيين، وإلى عالم متعدد الأقطاب.

منابع الطاقة.. والمواقع الجيوسياسية.. والأنظمة المهددة لأطماع الصهيونية، إنها ساحات معارك الأمريكيين.

الذين يلجؤون إلى حروب الإنابة والعدوان المباشر لاستمرار تأمين مصالحهم.

ما يشهده الخليج اليوم من تصعيد أمريكي مكشوف لن يؤدي إلى نزاع عسكري مباشر، بل إلى إبقاء المنطقة على حافة الهاوية، واستمرار (تشليح) دول الخليج عوائد النفط، لشراء الأسلحة.. وطلب الحماية من (بعبع) إيراني محتمل، وهذا ما يؤكده ترامب علناً: (عليهم أن يدفعوا.. فنحن نحميهم).

الأمريكيون لن يساعدوا في إطفاء أي بؤرة توتر في العالم.. إلا بعد تحقيق مصالحهم وهذا ما أدركه السوريون بخبرتهم الطويلة في التعامل مع الإدارات الأمريكية عبر تاريخهم الحديث.

إن مواجهة الأمريكيين وأدواتهم وحلفائهم في سورية هي كلمة السر في إنهاء مآسي السوريين، وسيادة بلادهم ووحدتها.

سيبقى شعبنا داعماً لجيشه الوطني في مواجهته لبقايا الإرهابيين وللاحتلال التركي.. ولوجود الأمريكيين على الأرض السورية، وفي سبيل الحفاظ على سيادة سورية، ووحدة شعبها، وبناء مستقبلها الذي يريدونه ديمقراطياً.. علمانياً.. مدنياً.

العدد 1102 - 03/4/2024