أيـن القـانون والعقـوبـات.. أم اعتدنا على الوعود لتخدير المواطن؟!

ريم الحسين:

لطالما ارتبطت القدرة الشّرائيّة بمستوى الدّخل المتاح للفرد والمستوى العام للأسعار، وهذان المحدّدان، كما هو معلوم، الأوّل في أدنى مستوى له والثّاني في أعلى مستوى، وهي الكارثة والطّامة الكبرى الّتي يواجهها المواطن السّوريّ.

ومع قدوم شهر رمضان عادة ما يزيد الطّلب والاستهلاك، وبالتّالي ترتفع الأسعار بشكل جنونيّ أكثر ممّا هي عليه، ويبدأ التّجار حملة التّرهيب والجّشع لجمع المزيد من الأموال مستغلّين هذه (العادة)، وبهذا أصبحت القدرة الشّرائيّة في حدّها الأدنى لذوي الدّخل المتوسط والمحدود. واللّافت في هذا العام اعتكاف المواطنين بشكل عام عن الشّراء إلّا فيما يتعلّق بضروريّات لا يمكن الاستغناء عنها. ويلاحظ على سبيل المثال تراجع الطلّب على محلّات الحلويات والعصائر الشّعبية وغيرها ممّا أصبح(كماليات) لدى المواطن السّوريّ، بالرّغم من الوعود بلجم الأسعار خلال الشّهر (الكريم).

والمثير للدّهشة أو ربما الضّحك تصريح السّيد وزير التّجارة، فقد أكّد ضرورة تنفيذ (التّجار لوعودهم) بعدم رفع الأسعار! وهنا يتساءل المواطن ما وظيفة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك؟! وأين الرّقابة والتّفتيش؟! متى كان التّجار يلتزمون بالوعود؟!

وهل تنفع تصريحات (الرّجاء والتّوسل)!

أين القانون والعقوبات؟ أم اعتدنا دائماً على الكذب والوعود لتخدير المواطن (المنتوف).

وفي المقلب الآخر تجد المطاعم الفاخرة والأسواق الغالية جدّاً عليها إقبال شديد من أصحاب المال والثّروات، وكأنّ خيال الكاتب المصري (أحمد خالد توفيق) قد تحقّق في روايته (يوتوبيا) وأصبحنا ضمن منطقتين لا ينقصهما إلّا جدار الفصل العنصريّ! منطقة الأغنياء الّذين يمارسون كلّ السّلطة ومظاهر البذخ والثّراء، ومنطقة الفقراء المُعدمين الّذين ينتظرون الإبادة، والّذين يمارسون حقّهم الوحيد في الشّقاء والجوع، وفي النّهاية يستعدّ هؤلاء للهجوم على مدينة الرّفاهية والعيش الرّغيد، فهل سينتظر مسؤولونا أن تؤول الأمور إلى هذه النّهاية؟

لا التّجار يا سيادة الوزير سيلتزمون بوعودهم، ولا الأسعار سيتوقف ارتفاعها الجنونيّ، ولا زيادة الرّاتب الّتي تجسّون نبض المواطن فيها أيضاً (بالوعود) كل  فترة مهما كانت ستحلّ مشكلة البقاء الأخير.

القدرة على التّحمل عبارة في طور الانهيار والزّوال، فهل هناك خطّة لمواجهة مخاطرها؟

أم كما (وعودكم) في مهبّ الرّيح وليحدث ما يحدث ولنملأ الجيوب والبطون ونغادر (حضن الوطن)، وليتحمّل هذا الوطن المتعب نتائج سوء إدارتنا وأنانيتنا وفسادنا!

المجد للشّهداء، حماة الدّيار عليكم سلام.

العدد 1104 - 24/4/2024