أزمة الغاز من جديد.. أين الحلول؟!

ولاء العنيد:

يأتي الشتاء إلى سورية محمّلاً بالخيرات، يروي عطش أرضنا ويغسل قلوبنا ويذهب.

ولكن، كما في كل عام، لا يأتي الشتاء وحيداً، بل يأتي مصطحباً معاناة الشتاء، من برد ينفذ إلى العظام، و مشاكل تأمين اللباس و مستلزمات التدفئة، وعندما يحاول المواطن الاستعانة بإحدى وسائل التدفئة، تتأمر عليه الظروف وتقلّ وتندر ويصبح تأمينها معضلة جديدة عليه حلها، مثلما حدث للغاز في كل شتاء، وبسبب انقطاع الكهرباء وغلاء المازوت، حاول المواطن الاستعانة بالتدفئة عن طريق الغاز.

وأيضاً، كما يحدث في كل عام، يزداد الطلب على الغاز، والحكومة تعجز عن تأمينه، فتندلع أزمة الغاز من جديد ويظهر مستغلو الأزمة وتزدهر تجارتهم وتصبح أسعار جرة الغاز خيالية، إذ تتضاعف ضعفين أو ثلاثة أضعاف أحياناً… والحكومة تكتفي بالمراقبة، فلا هي تضبط الأسعار ولا هي تزيد الإنتاج، ولا تعتمد آلية توزيع لا تتيح للفاسدين أن يتحكموا بالسعر، والمواطن وحده من يدفع ثمن هذا التقصير.

مواطنون بالمئات يتشاجرون للحصول على جرة، وعندما تذهب آمالهم بعيداً مع آخر جرة يحصل عليها أحد معارف صاحب السيارة ومستفيدون من فيتامين (واو)، تبدأ معاناة المواطن في الحصول على جرة بأرخص سعر في السوق السوداء، وكلما زادت شدة أزمة الغاز ارتفع سعر الجرة أكثر وأكثر… والحكومة ما زالت عاجزة عن حل الأزمة رغم أنها تفتخر، في تصريحاتها، بالآبار المكتشفة ومخزون الآبار الموجودة. وبالرغم من وجود هذه الآبار الحكومة لم تتخذ إجراءات لرفع الإنتاج وتأمين حاجات الناس، فجثم كابوس فقدان وسائل التدفئة على صدور المواطنين السوريين.

والسؤال هنا: ألا يعلم المسؤولون منذ عقود بتوقيت هذه الأزمات؟ ألم يتعرض المواطن السوري خلال هذه العقود لأزمات مماثلة في فصل الشتاء؟! ألا يعلمون بكميات المشتقات اللازمة لتفادي أي أزمة محتملة؟!

السوق السوداء تتحكم بالأسعار وقلة الإنتاج تخلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب، وبالتزامن مع ارتفاع شدة البرد وانخفاض درجات الحرارة بات المواطن يقف أعزل أمام الصقيع، لا يتسلح سوى بغطاء رقيق لا يقيه من البرد كثيراً ولا ينجيه من آثاره الكارثية التي ستهاجم صحته هو وأطفاله، فإلى متى سيطول انتظار المواطن ليرى تدخلاً حكومياً إيجابياً يقيه من استغلال تجار أزمة الغاز، ويجعله ينعم بالحصول على جرة غاز دون معاناة؟!

العدد 1104 - 24/4/2024