كي لا ننسى.. محمود خالد هلال شيوعي ارتبط بالناس

يونس صالح: 

 محمود خالد هلال (أبو حسام) مناضل من المناضلين السوريين الذين بنوا على امتداد عشرات السنوات صرح الحزب الشيوعي السوري، وهو من الذين ناضلوا بثبات ونكران ذات من أجل وطن تزدهر فيه كل الثقافات الشعبية، ويحقق لأبنائه جميعاً العزة والازدهار والكرامة. ولقد قضوا كما عاشوا بتواضع، مكرسين في المجتمع القيم الإنسانية الخيّرة والنبيلة، وكذلك الشجاعة والإخلاص اللامحدود للشعب الكادح.

إلى هؤلاء، إذاً، كان ينتمي هذا المناضل، الذي ولد في بلدة الناصرية التابعة لمحافظة ريف دمشق عام ،1935 ونما وترعرع فيها، وعرف منذ يفاعته، معاناة أبناء بلدته وفقرهم وحاجتهم لكل ما هو ضروري لتأمين العيش الكريم.

حصل على الشهادة الابتدائية من مدارس جيرود، ومن مدارس النبك حصل على الشهادة الإعدادية، وهناك تعرف إلى الأفكار الشيوعية التي كان لها رصيد من الانتشار في أوساط الشباب على أيدي مدرسين يساريين مثل جورج أبو شعر وغيره، وانخرط في صفوف الحزب الشيوعي وهو يافع بعدُ في أوائل خمسينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين، كرس هذا الشيوعي الشاب حياته من أجل مثُل العدالة. في أعوام الوحدة، وعندما أقدمت الأجهزة الأمنية على ملاحقة القوى الديمقراطية في سورية ومصر، تعرّض هذا المناضل الشاب للملاحقة والاعتقال، ولم يستطع نتيجة ذلك متابعة دراسته، وبعد خروجه من المعتقل، قرر أن لا يبخل بجهده من أجل تعميق صلات منظمته الحزبية بجماهير فلاحي بلدته، والعمل دون كلل من أجل ذلك، وتجلى ذلك واضحاً في دوره بتأسيس جمعية تعاونية عام ،1965 وقد انتخب لرئاستها مرات عديدة، لا نستطيع تعداد الخدمات التي قدمها هذا المناضل لأبناء بلدته، من العمل لحل مشاكل الفلاحين، وتحسين أوضاعهم، إلى المساهمة في بناء السدود السطحية لحماية القرية من مياه السهول، واستغلالها في المشاريع الزراعية، إلى كثير من الخدمات الأخرى. ويمكن القول عنه بحق إنه مناضل فلاحي عمل الكثير والكثير لأبناء كادحي بلدته، بصورة خاصة، وأبناء منطقته في القلمون بصورة عامة.

ورغم عمله في وزارة النفط من أجل تأمين متطلبات العيش لأسرته، إلا أنه كان يجد الوقت الضروري لتقديم الخدمات لكل من يقصده، ولقد قدم بذلك النموذج الصادق والشجاع أمام جميع من عرفه. كان أول من أسس فرقة حزبية في بلدته، وعمل على توسيعها في صفوف الفلاحين، ورغم رحيله في شباط عام 2008 لايزال الكثير من رفاقه وأبناء منطقته ومحافظته الذين عرفهم وتعرفوا إليه يذكرونه بكل الحب والاحترام.

إن حياة هذا الشيوعي المناضل كانت مثالاً ونموذجاً لما يجب أن تكون عليه حياة أي مناضل شيوعي حقيقي. أجل، إن حياته كانت مكرسة لخدمة أبناء شعبه الكادحين، ولذلك سيبقى اسمه دائماً في ذاكرة جميع من عرفه، وسينقلون تراثه إلى الأجيال القادمة.

العدد 1104 - 24/4/2024