هدف الشعوب.. وقف الحروب

حسن البني:  

هناك حقيقة لا يعرفها كثيرون من شباب عصرنا الحاضر! ألا وهي، حقيقة ما يُسمّى الأمم المتحدة، وما هو السبب الرئيسي الذي دفع إلى إنشاء منظمة الأمم المتحدة والهدف من إنشائها؟

جاء نشوء الأمم المتحدة بعد فشل منظمة شبيهة بها وسابقة عليها تُدعى عصبة الأمم بين عامي 1919- 1945 في مهامها، خصوصاً بعد قيام الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى نشوء الأمم المتحدة بعد انتصار الحلفاء وإلغاء عصبة الأمم.

تأسّست الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول 1945 ومقرها الرئيسي: نيويورك. وتضمُّ في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقريباً، وعضويتها مفتوحة أمام كل الدول المُحِبَّةِ للسلام، ومنذ 14 تموز2011 بعد تقسيم السودان، أصبح هناك 193 دولة أعضاء في المنظمة. ظهرت فكرة إنشاء المنظمة أثناء الحرب العالمية الثانية وانعقاد مؤتمرات في موسكو وطهران سنة 1943 وكان لدى مؤسسي هذه المنظمة آمال كبيرة في منع النزاعات يبن الدول، وجعل الحروب المستقبلية مستحيلة، لكن من الواضح أن تلك الآمال لم تُدرَك بعد.

في الوقت الحاضر، نلاحظ تضاؤل دور الأمم المتحدة في وقف الحروب، فبعض الأعضاء في هذه المنظمة يساهمون في إشعال الحروب وافتعال الأزمات، بدعوى تحقيق أهدافها الرأسمالية ونشر الديمقراطية والليبرالية في العالم، وطبعاً للولايات المتحدة الأمريكية النصيب الأكبر في السيطرة على قرارات هذه المنظمة لدرجة أن أصبح رأي باقي أعضاء المنظمة مجرد كلام على ورق، لا يُسمن ولا يُغني. فقد أثار ارتفاع الولايات المتحدة إلى موقع الهيمنة العالمية الشكوك حول دور الأمم المتحدة وتأثيرها، إذ أصبحت عاجزة عن إيقاف الحروب المشتعلة في أرجاء العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مثال على فشل هذه المنظمة هو الحرب الدائرة في اليمن، فبالرغم من التقارير عن الانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب اليمني، والتي سجّلتها العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية التابعة لها، واستخدام التحالف السعودي المدعوم أمريكيا للأسلحة المحرّمة دولياً في قصف العاصمة اليمنية صنعاء، فإنها لا تستطيع إصدار قرار حازم بوقف الحرب، لأن الولايات المتحدة لديها مصلحة كبرى في بيع السلاح للسعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى، واستمرار هذه الحرب يضمن لها تدفّق الأموال من صفقات السلاح، لذلك تساهم أمريكا في تعطيل أي قرار يصدر من الأمم المتحدة من شأنه وقف الحرب. حتى إن الولايات المتحدة تضرب بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة الذي شاركت في وضعه، والذي يعطي تصوراً لنظام التعليمات الذي يضمن أقل انحراف في أسلحة العالم الإنسانية والاقتصادية، فهي تُعتبر الآن أكبر تاجر سلاح في العالم، وهذا يناقض مفهوم الحدّ من انتشار الأسلحة ونزع السلاح الذي تنادي به الأمم المتحدة، ولذا، تحوّلت هذه المنظمة إلى دمية تتلاعب بها الدول الرأسمالية الكبرى وفي مقدمتها أمريكا من أجل تحقيق مصالحها بعيداً كل البعد عمّا يسمى المحبة والسلام، بل تسعى ليعمّ العالم الحرب والدمار، وهذا ما ترفضه الشعوب التي تسعى للعيش في عالم لا حروب ولا قتال ولا دمار ينتشر فيه، فالشعوب المقهورة تأمل السلام والرخاء والتعاون والمحبة.

العدد 1104 - 24/4/2024