صعوبات التعلم لدى الأطفال

ولاء العنيد:

يتعرض الأطفال لصعوبات تعليمية كثيرة تقف عائقاً أمام سير عملية تعليمهم بيسر وانتظام.

وغالباً ما كان الناس يرجعون إخفاق أطفالهم في التعليم أو تأخرهم مقارنةً بأقرانهم إلى أن نسبة ذكائهم أقل، ولكن مع تطور العلم اكتشف أن هناك قسماً من الأطفال يتمتعون بذكاء شديد ومواهب كبيرة، ولكنهم يعانون مشاكل في تعلم القراءة والكتابة والحساب. ويمكن تشخيص أي طفل يواجه مشكلة في تعلم هذه المجالات بأنه يعاني من صعوبات تعلم، وصار هذا المجال يعد من الاختصاصات الحديثة في مجال تربية الأطفال وتعليمهم. وما يجعل هذا الموضوع مطروقاً اليوم هو جهل بعض المدرسين والمدرسات في كيفية كشف أعراض صعوبات التعلم، وكيفية التعامل مع طفل يعاني من صعوبة التعلم وسبل علاجه منها.

ومن أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار أن صعوبات التعلم حالة يمكن علاجها، ولكن إذا أهملت قد تسبب تأخراً كبيراً بتعليم الطفل وربما قد يخرجه تماماً من نطاق التعلم لتراجع حالته وعدم متابعتها بالشكل الأمثل من قبل الأهل، مع العلم أن المدرسين في المدارس يلعبون دوراً كبيراً في كشف هذه الحالات ومساعدة الأهل على تقبل حالة طفلهم والعمل على علاجه. ولكن للأسف قد يصادف أن يكون الطفل في مدرسة يفتقر بعض معلميها للخبرة الكافية في التعامل مع الأطفال الذي يعانون من صعوبات تعلم ويعاملونه وكأنه طفل بليد ذهن وكسول، مما يضر بالطفل ويؤثر سلباً على حالته.

ففي إحدى المدارس الخاصة في الصف الثالث الابتدائي يوجد طفل صغير يعاني من صعوبات تعلم، فهو ما زال لا يستطيع الكتابة والقراءة بشكل جيد رغم أنه يحفظ دروسه بشكل مستمر ومنتظم ووالدته تتابعه باستمرار، رغم ذلك لم يستطع الطفل حصاد علامات جيدة في الاختبارات الكتابية مثلما يفعل في الشفهية، فبدأ تململ بعض المدرسات من الطفل ومن متابعته والاهتمام به أكثر للكشف عن مشكلته الحقيقية، بل اكتفوا بتأنيبه ولوم أسرته على عدم متابعة دروسه، حتى وصل الأمر بمدرسة اللغة الإنكليزية باتهام أم الطفل بالجهل باللغة الأجنبية، ولذلك السبب لا يجيد طفلها تعلم هذه اللغة، فالمدرسة بقلة خبرتها لم تعِ أن الطفل يعاني من صعوبة تعلم وذلك يدل على أن مدارسنا الخاصة والعامة على حد سواء تضم في داخلها بعض المعلمين والمعلمات غير المؤهلين للتعامل مع الأطفال وتعليمهم، حتى أنهم غير قادرين على إدراك وضعهم الخاص والتعامل معه لذلك كالو اتهامات الإخفاق للطفل وأهله.

ولحسن الحظ كان الأهل يتمتعون بالوعي الكافي لكشف المشكلة التي يعاني منها طفلهم، وسارعوا به إلى مركز متخصص بصعوبات التعلم، فجرى تشخيص حالته بالشكل الأمثل ومتابعته ومعالجة حالته بتمارين وتدريبات عملية تساعده على التعلم، وفي حالات نادرة قد يعطى الطفل نوعاً من الأدوية العلاجية دون التشكيك بمستوى ذكائه أو بمدى استيعابه، فهم على دراية كاملة بأنه مجرد حالة مرضية يمكن التخلص منها نهائياً إذا اكتشفت وعولجت بشكل مبكر.

ولكن يبقى السؤال هنا ما مدى خبرة الكوادر التعليمية لدينا؟ وهل هم بحاجة لإعادة صقل مهاراتهم وتأهيلهم من جديد لمعرفة ما إن كان لديهم ما يكفي من إمكانات تخولهم فهم مستوى وقدرة تلاميذهم بحيث يستطيعون تقييم قدراتهم الذهنية والمعرفية ومشكلاتهم الإدراكية ليكون لهم دور فاعل ومساعد للأهل ولمختص المعالجة، ففي المحصلة صعوبات التعلم بحاجة إلى دعم كبير ومتواصل من المعلم للتلميذ.

العدد 1104 - 24/4/2024