سورية كانت وستبقى علمانية

المهندس نزار طرابلسي – براغ :

إلى كل ذوي الضمائر الحية!

إلى كل مواطن سوري شريف!

إلى كل سوري يتبنى العلمانية وضد التطرف الديني، الذي سيشكل إرهاباً جديداً بمسميات مختلفة وأساليب وطرق متنوعة.

علينا أن نقف بحزم ضد كل هذه الأفكار الهدامة، ومن يروّجها ويدعمها تحت مسميات وأساليب شيطانية، هدفها تهديم المجتمع السوري وإغراقه من جديد بمتاهات وطرق مدمرة.

بعد حرب طاحنة وطويلة على الإرهاب والتطرف الديني بكل أشكاله وأساليبه المتنوعة والمتعددة الخبيثة التي تنخر في جسم المجتمع وشبابه الصاعد بدلاً من تربيته على حب الوطن والعمل على بناء مجتمع متطور علماني. نرى وللأسف صيحات وشعارات هنا وهناك تُرجعنا إلى الوراء مئات السنين، وتستفز الشعور الطائفي والقبلي والديني، ما يعني تدمير المجتمع والدولة وهدم كيانهما.

لقد سال دم الشهداء الطاهر وروى أرض سورية الحبيبة دفاعاً عن سورية ووحدتها واستقلالها وعلمانيتها المتعاقبة على مدى عشرات العقود، وللقضاء على الإرهاب من جذوره، وقد دُفع هذا الثمن غالي من أبناء وبنات هذا الوطن، ودُمرت البنى التحتية والمنشات والمعامل والمستشفيات، وأكثرية ركائز الاقتصاد، إلا أن عزم الشعب السوري وتصميمه، بدعم الأصدقاء والحلفاء، أمكن التغلب على الإرهاب ومموليه ومشغليه، وحقّق الشعب السوري بقيادة جيشه البطل وبدعم الحلفاء وأحرار العالم النصر تلو النصر عليهم. وسنبدأ بالتهيئة لإعادة الإعمار وقيام سورية الوطنية العلمانية، وليس للسماح من جديد بأصوات تدعو إلى التطرف، وخلق إرهاب جديد بمسميات وأشكال وأساليب مختلفة .

إننا نتوجه إلى السلطات المختصة بضرورة الحد من المظاهر السلبية، والعودة إلى حضن الوطن الصحيح، وتحجيم أصوات التطرف ولجمها، من أي مصدر كانت، وزيادة الرقابة وعدم السماح للمنظمات والأحزاب الدينية المتطرفة بالرجوع من جديد لضرب نواة المجتمع السوري العلماني الصحيح.

إننا على يقين تام  من أن الشرفاء والأحرار من الشعب السوري، ومن   يهمهم  مصلحة  سورية   الحديثة ومستقبلها، سورية   التقدم  والحضارة، سورية التي كانت ولا تزال وستبقى علمانية  وطنية  تقدمية،   ولن تسمح لهذه الأصوات ومن وراءها من المتآمرين والمندسين  والمخربين أن يمسّوا بمستقبل سورية وتاريخها العلماني والحضاري. وستبقى  تضحيات   السوريين  ودماؤهم   الطاهرة  منارة وشعلة للأجيال القادمة. وستبقى   البوصلة التي لن ننحرف   عنها   وعن  مسارها، ولا عن الهدف الذي استشهدوا من أجله، وهو الاستمرار في الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها،  والمساهمة في إعادة الإعمار، لتكون سورية الجديدة منارة للوحدة الوطنية  والتقدم، ضد الإرهاب والتطرف والدعوات الدينية المتطرفة، والابتعاد عن  الأخطار التي تهدد وحدتنا  وتحالفنا، وهذا البلد، كما كان وسيبقى، يتسع   لكلّ الأحرار والشرفاء الذين يهمهم مصلحة الوطن ومستقبله العلماني فقط  ولا سبيل إلى ذلك سوى أن تكون سورية ديمقراطية علمانية.

 

العدد 1105 - 01/5/2024