المؤتمر الـ 35 للحزب الشيوعي الدانماركي

عقد يومي 22-23 أيلول الجاري المؤتمر الخامس والثلاثون للحزب الشيوعي الدانماركي، وقد ألقى الرفيق غانم البيطار كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد في هذا المؤتمر الذي جاء تحضيراً للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الحزب الشيوعي الدانماركي في العام القادم.

هنا نص الكلمة:

أيها الرفاق الأعزاء!

يشرّفني مشاركتكم مؤتمركم هذا الذي يأتي أيضاً تحضيراً لإحياء الذكرى المئوية لتأسيس حزبكم المجيد، كما يسعدني أن أنقل لكم تحيات قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد وأمينه العام الرفيق حنين نمر وكل الرفاق والأصدقاء.

الرفاق الأعزاءّ

إننا نتابع في حزبنا باهتمام بالغ وتقدير عال جهودكم الصادقة من أجل توحيد صفوف الشيوعيين الدانماركيين، لما في ذلك من مصلحة للطبقة العاملة والشعب الدانماركي الصديق مما يعزز دوره الطبيعي والمؤثر على الساحة السياسية في البلاد. إن انتصاركم في هذا المجال هو انتصار لتلاحم الشيوعيين في العالم أجمع، كما نقدر وقوف حزبكم إلى جانب الشعب السوري في محنته المستمرة منذ ثماني سنوات.

إن حزبنا الشيوعي السوري الموحّد يستعد في الأيام القليلة القادمة لإحياء الذكرى الرابعة والتسعين لتأسيسه، في وقت تستمر فيه الحرب الظالمة والعمليات الإرهابية من قبل دول العدوان والقوى الدينية المتطرفة للهيمنة على البلاد، مدعومة من دول إقليمية ودولية تتصارع لتحقيق طموحاتها على حساب الشعب السوري مستغلة الظروف السياسية والاقتصادية التي كانت سائدة قبل الحرب وحراك الشعب السوري لإصلاحها.

إننا في حزبنا نرى الآن أن الأولوية هي لمحاربة الإرهاب، بالتوازي مع تجفيف منابع الأزمة التي أدت إلى تحرك الشعب السوري، إلى جانب إعادة الإعمار. إننا نسعى ومنذ بداية الأزمة إلى تجميع القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية من أجل العمل لإنهاء الأزمة، من خلال مؤتمر وطني سوري – سوري تشارك فيه جميع هذه القوى، ونرى كذلك أن على سورية الآن إلى جانب محاربة الإرهاب الخروج من اقتصاد الحرب والآثار الاقتصادية لما قبل الأزمة، إلى اقتصاد سلمي يراعي مصالح الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين والفقراء بعيداً عن اقتصاد السوق الليبرالي الذي كان سائداً قبل الأزمة، إلى جانب إعادة بناء الإنسان بالتوازي مع إعادة الإعمار، كما نؤكد ضرورة خروج كل القوات المحتلة من الأراضي السورية مع التأكيد على وحدة بلادنا أرضاً وشعباً.

إن تجفيف منابع الأزمة السورية يحتاج أيضاً إلى إصلاحات سياسية جذرية تعتمد في جوهرها على التشاركية السياسية الفعلية وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والعاملين في مجال حقوق الإنسان، لأن الأزمة السورية في جوهرها هي أزمة اقتصادية سياسية اجتماعية مع ما رافق ذلك من تخبط في السياسات الاقتصادية التي أدت إلى إفقار المواطن وإلى تفشي ثقافة الفساد والرشوة وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن وارتفاع نسبة البطالة لأكثر من 19% عام 2010 أي قبل نحو عام من الأزمة.

يقول لينين:

إن الإنسان دائماً وعبر تاريخه كان يبحث عن الحرية والكرامة والعيش بسلام.

من هنا جاء تأكيدنا على ضرورة تجفيف منابع الأزمة متلازماً مع محاربة الإرهاب، ومن دون ذلك فإن كل شيء يمكن أن ينتهي بانهيار جديد وانفجار اجتماعي جديد ستكون آثاره أكبر وأعظم.

عشتم وعاش حزبكم المجيد، والنصر دائماً وأبداً للشيوعية!

 

لمحة عن الحزب الشيوعي الدانماركي

تأسس في 9 تشرين الثاني 1919 وهو حصيلة اتحاد منظمة الشباب الاشتراكي التي تأسست عام 1906، ومجموعة يسارية انشقت عن الاشتراكيين الديمقراطيين عام 1918، والسبب هو عدم موافقتهم على دخول الدانمارك الحرب العالمية الأولى بعكس الديمقراطيين، وسمي رسمياً باسم الحزب الشيوعي الدانماركي بعد أن عقد مؤتمره الثاني عام 1920.

 

لمحة تاريخية:

في 9 نيسان 1940 احتلت ألمانيا الدانمارك، ولكن مقاومة الحزب للاحتلال النازي أدت في عام 1941 إلى اعتبار الحزب خارجاً عن القانون، وبدأت الملاحقات لأعضائه مما دفعه للعمل السري وتنظيم المقاومة ضد الاحتلال، كما ساهم في هذه الفترة في تشكيل مجلس الحرية الدانماركي، وهي المنظمة السرية التي قادت ونظمت عمليات المقاومة المسلحة. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 5 أيار 1945 وصل أول شيوعي إلى الحكومة وزيراً للنقل بعد الاستقلال.

في عام 1989 تحالف الحزب وتضامن مع الاشتراكيين اليساريين والحزب العمالي الاشتراكي التروتسكي، وأسسوا ما عُرِف بالقائمة الموحّدة لخوض الانتخابات البرلمانية وانضم إليهم حزب الخضر، وفي عام 1994 فازت القائمة الموحّدة (وأحياناً يطلق عليها القائمة الحمراء) بستة مقاعد في البرلمان منها اثنان للشيوعيين، وبقي الحزب في تحالفه حتى عام 2011 ينسق مع هذه القائمة التي ما تزال في البرلمان ولها حالياً 8 مقاعد وتستعد لخوض الانتخابات القادمة عام 2019.

العدد 1105 - 01/5/2024