أحلام على عتبة المفاضلة

يختلف هذا العام الدراسي عن الأعوام السابقة، فقد أتى في عزّ الأزمة التي تمرّ بها سورية، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، في مرحلةٍ من الغلو البركاني الذي يشمل مساحة سورية بأكملها. والطالب هنا بخضم ما يحدث يدخل الامتحان ثم ينتظر نتيجة امتحانه. ولن تتشفع له كل المؤثرات السلبية التي أحاطت به. وهنا في أيام الامتحان سيُكرم أو يهان، هذه المقولة الجافة التي لا معنى لها سوى أنها تتمة لكل ما عاشه ويعيشه طلابنا منذ عقود إلى الآن. فقط أيام الامتحان المعدودة هي التي ستحدد له مستقبله بأكمله.. وما زاد الطين بلّة معاناة طلابنا التوتر وعدم التركيز والإرباك حتى في أيام الامتحان.

فمنهم من لم يستطع أن يصل إلى مركز الامتحان، ومنهم من مرض أو عطّل لسبب ما نتيجة الأحداث، وبعضهم كانت الأزمة فرجاً لهم في غض البصر عنهم أثناء تقديم المواد ما أدى إلى الفوضى في كثير من المراكز، وصل الأمر في بعضها إلى الاستعانة مباشرة بالكتاب، وكل ذلك يعني نتيجة خاطئة وسيئة، وظلماً للطالب المجتهد ولأحلام أجيال بأكملها، فقد تكاتفت الظروف مع الطريقة المتبعة في تقييم الطالب من خلال أسبوع الامتحان تلك الآلية التي أثبتت الإحصائيات والدراسات فشلها والتي عمل الإعلام على نقدها في أكثر من فرصة دون جدوى..

واليوم يتجه الطلاب نحو الجامعات لإتمام عمليه المفاضلة، علامات تتغيّر بحسب القدرة الاستيعابية للجامعات، وبحسب حاجة الجامعات الخاصة والموازية وغيرها، وعلى الرغم من الدراسة التي قدمت في بحث آليات زيادة الطاقة الاستيعابية للجامعات ومتطلبات ربط الجامعات بالمجتمع ودعم عملية التنمية المتوازنة والشاملة وتلبية احتياجات سوق العمل عبر التركيز على الاختصاصات الجديدة والنوعية. إلا أن هذا لا يعني إلا تضييقاً أكبر على الطلاب والأهل، ومزيداً من طلاب يختارون فرعاً جامعياً لا يرغبون في دراسته، إنما تحدده لهم العلامات، أو ظروف العمل المهيأة لفروع دون أخرى.. ومزيد من الأحلام المقهورة والرغبات التي لن تتحقق.

العدد 1105 - 01/5/2024