الإعلام أيضاً يساهم في التحرش

كرس الإعلام طوال سنوات مضت صورة نمطية للمرأة ساهمت على نحو أو آخر في تطبيع التحرش الجنسي، إذ عززت تشييء النساء. وهذا ما تحدث عنه دليل سلوى لمناهضة العنف الجنسي الذي أصدرته مجموعة نسوية في لبنان. وذلك عندما تستخدم أجساد النساء في الإعلانات لبيع أي شيء، ويتحولن إلى سلع يمكن بيعها مقابل الربح. ويُعرَّف التشييء الجنسي بأنه(معاملة شخص آخر على أنه مجرد أداة (شيء) لتلبية رغبة جنسية، دون اكتراث لذاتية ذاك الشخص أو استقلالية قراره).
وقد أدى ذلك إلى نتيجة كارثية يتمثل جزء منها في عمليات التجميل المنتشرة في معظم دول العالم والدول العربية على وجه الخصوص. لتبرز المرأة المكتملة الصورة بحسب تلك الإعلانات والتي تعجب المجتمع، فتتعلم المرأة على أن ترى نفسها أجزاء منفصلة لا إنساناً تاماً كي يرغب الآخرون فيها. وبحسب الكتيب يعدّ العنف والاعتداء والتحرش الجنسي عواقب مباشرة لتشييء المرأة. فالرجال ليسوا معدين بالفطرة للتقليل من احترام النساء أو الاعتداء عليهن، بل (يُقولِب) المجتمع سلوكهم فيبدو العنف ضد النساء كأنه طبيعي أو مبَّرر عند تحويلهن إلى شيء يمكن التلاعب به، ثم التخلُّصُ منه.
ومن هنا لا بدّ للقائمين على وسائل الإعلام من إدراك البعد الجندري في النظر إلى المرأة والرجل، وبالتالي تحييد الأفكار المسبقة عن أعمالهم الفنية، كي لا تساهم في زيادة العنف والتمييز ضد المرأة والرجل بمختلف الأعمار والجنسيات والألوان.

العدد 1104 - 24/4/2024