تمرد الشباب وسعيه للتغيير

نحن في مرحلة الشباب يظهر لدينا حب إثبات ذاتنا وإبراز قدراتنا في قيادة المواقع والمراكز المهمة وتحمل المسؤولية في الحياة الخاصة والعامة،وفهم الواقع أو تغييره، فنحن الأكثر عرضة للصراعات والإحباط،ولأننا دائماً نبحث عن الطمأنينة النفسية لأجل خفض التوتر النفسي لدينا،لتحديد الذات والانتماء والرغبة في الاستقلال، ومن ثم الانخراط في مشاريع متنوعة لتحقيق حاجاتنا ورغباتنا.

ونسعى للوصول إلى منهج في التغيير، ولكننا غالباً مانصطدم بالروتين والفساد فيما حولنا من أنظمة سياسية ودساتير ومؤسسات ومجتمع بشكل خاص، حيث نجد معاملة قاسية ممن كنا نتوقع أنه الداعم الرئيسي لنا،  فالكبار بكلاسيكيتهم يرفضون التغيير ويهمشون المواضيع التي تمس ذلك عندما يطرحها الشباب، عن طريق التهكم وتوجيه الملاحظات التي تعني أن الشباب لا يفقهون الحياة كما هم يفقهون.

قد لا تكون جميع تطلعات الشباب صائبة، وقد تحتاج إلى توجيهات عديدة، وهذا طبيعي. ولكن التناقض بين رغبة التغيير والنظرة الملقاة إليها من المجتمع حوّل الإرادة والصبر والاستقامة إلى خلق أزمة عند الشباب -كما في الوقت الراهن- نتيجة  الهوة الكبيرة التي وجدها الشباب بين المنطق والتطور وحاجات الإنسان من حقوق ومطالب، وبين الواقع المحبِط الذي يقف عائقاً ضد كل تطور.

كان من الواجب وضع وتعليم مناهج دراسية تتماشى وثقافة حقوق الإنسان والحياة الديمقراطية والحرية الفردية، ونبذ ومحاربة جميع أشكال التطرف والعنف وإلغاء الآخر المختلف،وإبداء الحيطة والحذر من مخططات ومحاولات بعض الجهات التي تريد خلق حالة من التشويش وعدم الاستقرار في عقول الشباب، من خلال زرع بذور الشك وتقديم مفاهيم ورؤى مغلوطة لخلق حالة من اليأس والإحباط لديهم. ومن الواجب أيضاً توفير بيئة وثقافة ومجتمع قادر على استيعاب أفكار الشباب وتوجيهها، ومشاركة الشباب في المؤسسات كافة بشكل فعال. وبما أنه لم يتوفر للشباب واقع مناسب فلا بد أن يتمرد ويسعى هو لتحقيق ذلك جاهداً، لئلا يكون التغيير ناجماً عن ردة فعل سلبية ضد الاستبداد المجتمعي والهيمنة بجميع أشكالها، تقود إلى هيمنةٍ بشكل آخر من قبل الشباب.

العدد 1104 - 24/4/2024