المعرفة نسغ الوجود

للقراءة دور مهم في تكوين ثقافة الشباب، لكن نوعية القراءة ومصادرها من كتب وصحف ومجلات.. وموضوعاتها تختلف من فرد إلى آخر، وترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية عديدة، مثل التنشئة الاجتماعية، وحجم الأسرة، ومستوى تعليم الأبوين، وثقافتهم، ومستوى الدخل والمهنة.. إلخ.  فضلاً عن عمر الفرد، ومستوى تعليمهِ، ومهنته، واختصاصه، وميوله، واتجاهاته.

من هنا نلاحظ اهتمام الباحثين المتزايد بالعلوم الإنسانية، ولاسيما بعلم الاجتماع والتربية، وتأتي أهمية الاهتمام بثقافة الشباب من أنها المصدر الذي يستمد منه الشباب مرجعياتهم لتنظيم سلوكهم وعلاقاتهم الإنسانية، ودورهم في عملية التغيير السياسي والاجتماعي. وإذا كان صعباً فصل ثقافة الشباب عن الحامل الاجتماعي لها، فإن طرائق الوصول إلى الأفكار والمعلومات عبر القراءة باتت متعددة  وسريعة وأسهل منالاً من ذي قبل، مع تطور وسائل الاتصال والإنترنت وظهور شكل من الثقافة الشبابية الجديدة، باتت الإحاطة بها عملية صعبة ومعقدة.

 

هل بدأ الشباب يشهد مرحلة من العزوف عن القراءة بسبب الإعلام؟

من المحزن أن غالبية الشباب في عصرنا هذا هجروا القراءة المثمرة، وقطعوا كل صلة بها، ومالوا إلى وسائل الإعلام على تباين أشكالها وتعدد أصنافها. وقد كانت الغلبة للجانب الترفيهي والترويجي. لنرى طوائف من الشباب عاكفين أمام شاشات التلفاز والفيديو والقنوات الفضائية، مضيِّعين الساعات الطويلة في متابعة الأفلام والبرامج والمسلسلات، على حساب القراءة (فالبيت والمدرسة لمْ يتعاونا على خلق الميل إلى القراءة وغرس هوايتها في نفوس الطلبة، فالقراءة عادة وهواية إذا مارسوها تأصلت فيهم ونمت عندهم، وهي مثل كل عادة حميدة ينبغي غرسها من الصغر ورعايتها من البداية وموالاتها بالتكرار). وقد يبتعد الشباب عن القراءة نظرًا لما يلقونه من عناء ومشقة في قراءة الكتب المدرسية وغيرها. فإن الارتطام بصعوبة الكتب وعدم فهمها في بداية الطلب، يولد كرهاً للقراءة عند البعض، والأفضل أن يختار الطالب في مستهل عهده بالقراءة كتباً تغرس فيه حب القراءة والشوق إليها.

وإّذ نلحظ انخفاض عدد القراء ومستوى القراءة ودرجتها عند طلاب الجامعات، مع وجود معارض كتب دورية ودائمة أحياناً في الكليات والجامعات. فإن التخفيضات على الأسعار تسهم في زيادة إقبال الشباب على شراء الكتب وتحفيزهم على القراءة. وقد بيّن العديد من الدراسات وجود حزمة متكاملة من الأسباب تدفع بعضهم للعزوف عن القراءة. وبالمقابل هناك حزمة كبيرة من الاقتراحات والحلول لتشجيع القراءة، منها دعم صناعة الكتاب، وأن تأخذ الدولة والوزارات ذات الصلة بالثقافة، مثل وزارات (التربية – التعليم العالي- الثقافة -الإعلام) زمام المبادرة، وبالتعاون مع الناشرين ومؤسسات القطاع الخاص والأهلي، لإعادة الاعتبار إلى القراءة والثقافة بين أوساط الشباب، والاهتمام بكتب وقصص الأطفال، فالقراءة دافع وسلوك يبدأ من الطفولة ومن المدرسة. فتلاميذ المدارس يجب أن يحظَوْا باهتمام أكبر لتحفيزهم على القراءة، وربط التحفيز بالمناهج الدراسية، لأنها تزوِّدهم بالمعلومات والمهارات الضرورية المفيدة في مجال دراستهم وفي حياتهم العملية.

لا بدّ من تأكيد أهمية البرامج الوطنية عبر المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة للترويج للقراءة، وشرح أهمية المعرفة والعلم في عصر الانتقال إلى اقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات، والتعاون بين الدولة والقطاع الخاص والأهلي في مجال النشاطات التي تركز على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة الغزو الثقافي عبر المحطات الفضائية، وتحفيز مؤسسات الإنتاج الفني والدرامي على إنتاج البرامج العلمية والثقافية العربية التي تشجع القراءة لتأخذ مساحة أكبر في برامج البث للمحطات العربية الأرضية والفضائية.

للقراءة دور مهم في تكوين ثقافة الشباب، لكن نوعية القراءة ومصادرها من كتب وصحف ومجلات.. وموضوعاتها تختلف من فرد إلى آخر، وترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية عديدة، مثل التنشئة الاجتماعية، وحجم الأسرة، ومستوى تعليم الأبوين، وثقافتهم، ومستوى الدخل والمهنة.. إلخ.  فضلاً عن عمر الفرد، ومستوى تعليمهِ، ومهنته، واختصاصه، وميوله، واتجاهاته.

من هنا نلاحظ اهتمام الباحثين المتزايد بالعلوم الإنسانية، ولاسيما بعلم الاجتماع والتربية، وتأتي أهمية الاهتمام بثقافة الشباب من أنها المصدر الذي يستمد منه الشباب مرجعياتهم لتنظيم سلوكهم وعلاقاتهم الإنسانية، ودورهم في عملية التغيير السياسي والاجتماعي. وإذا كان صعباً فصل ثقافة الشباب عن الحامل الاجتماعي لها، فإن طرائق الوصول إلى الأفكار والمعلومات عبر القراءة باتت متعددة  وسريعة وأسهل منالاً من ذي قبل، مع تطور وسائل الاتصال والإنترنت وظهور شكل من الثقافة الشبابية الجديدة، باتت الإحاطة بها عملية صعبة ومعقدة.

 

هل بدأ الشباب يشهد مرحلة من العزوف عن القراءة بسبب الإعلام؟

من المحزن أن غالبية الشباب في عصرنا هذا هجروا القراءة المثمرة، وقطعوا كل صلة بها، ومالوا إلى وسائل الإعلام على تباين أشكالها وتعدد أصنافها. وقد كانت الغلبة للجانب الترفيهي والترويجي. لنرى طوائف من الشباب عاكفين أمام شاشات التلفاز والفيديو والقنوات الفضائية، مضيِّعين الساعات الطويلة في متابعة الأفلام والبرامج والمسلسلات، على حساب القراءة (فالبيت والمدرسة لمْ يتعاونا على خلق الميل إلى القراءة وغرس هوايتها في نفوس الطلبة، فالقراءة عادة وهواية إذا مارسوها تأصلت فيهم ونمت عندهم، وهي مثل كل عادة حميدة ينبغي غرسها من الصغر ورعايتها من البداية وموالاتها بالتكرار). وقد يبتعد الشباب عن القراءة نظرًا لما يلقونه من عناء ومشقة في قراءة الكتب المدرسية وغيرها. فإن الارتطام بصعوبة الكتب وعدم فهمها في بداية الطلب، يولد كرهاً للقراءة عند البعض، والأفضل أن يختار الطالب في مستهل عهده بالقراءة كتباً تغرس فيه حب القراءة والشوق إليها.

وإّذ نلحظ انخفاض عدد القراء ومستوى القراءة ودرجتها عند طلاب الجامعات، مع وجود معارض كتب دورية ودائمة أحياناً في الكليات والجامعات. فإن التخفيضات على الأسعار تسهم في زيادة إقبال الشباب على شراء الكتب وتحفيزهم على القراءة. وقد بيّن العديد من الدراسات وجود حزمة متكاملة من الأسباب تدفع بعضهم للعزوف عن القراءة. وبالمقابل هناك حزمة كبيرة من الاقتراحات والحلول لتشجيع القراءة، منها دعم صناعة الكتاب، وأن تأخذ الدولة والوزارات ذات الصلة بالثقافة، مثل وزارات (التربية – التعليم العالي- الثقافة -الإعلام) زمام المبادرة، وبالتعاون مع الناشرين ومؤسسات القطاع الخاص والأهلي، لإعادة الاعتبار إلى القراءة والثقافة بين أوساط الشباب، والاهتمام بكتب وقصص الأطفال، فالقراءة دافع وسلوك يبدأ من الطفولة ومن المدرسة. فتلاميذ المدارس يجب أن يحظَوْا باهتمام أكبر لتحفيزهم على القراءة، وربط التحفيز بالمناهج الدراسية، لأنها تزوِّدهم بالمعلومات والمهارات الضرورية المفيدة في مجال دراستهم وفي حياتهم العملية.

لا بدّ من تأكيد أهمية البرامج الوطنية عبر المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة للترويج للقراءة، وشرح أهمية المعرفة والعلم في عصر الانتقال إلى اقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات، والتعاون بين الدولة والقطاع الخاص والأهلي في مجال النشاطات التي تركز على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة الغزو الثقافي عبر المحطات الفضائية، وتحفيز مؤسسات الإنتاج الفني والدرامي على إنتاج البرامج العلمية والثقافية العربية التي تشجع القراءة لتأخذ مساحة أكبر في برامج البث للمحطات العربية الأرضية والفضائية.

العدد 1104 - 24/4/2024