دمشق يا بسمة الحزن

عندما نكون في شباط شهر الحب وتجدد الحياة، ونفاجأ بنقيضه الموت والقتل والإرهاب، فماذا تكون ردّة فعلنا؟

 في ذروة الازدحام يفاجأ الناس بتفجيرات رهيبة تختطف أرواح السوريين، أطفالاً ومراهقين وطلبة جامعيين، لم يفرق الموت بينهم، فكلها دماء تسيل، منذ سنتين والدم السوري يسيل في طول البلاد وعرضها، منذ سنتين ونحن نعد موتانا، لكننا نعيش يومنا ونتابع.

لكن ما حصل في دمشق في 21شباط كان قاسياً صادماً، أن يكون التفجير في مكان نعرفه نمرّ فيه يومياً نعرف أرصفته، لنا اتصال روحي ونفسي فيه، وأن ترمى أشلاء من نألفهم هكذا قطع لحم هنا وهناك، لن يكون وقعه سهلاً في ذاكرتنا وروحنا. كم هو قاس أن يكون أحد الشهداء هو قريب أو صديق لم يختر أن يكون يوماً ما قتيلاً. لم يفكر بحمل سلاح ضد أحد، مجرد مواطن مدني يكدح ليحصل على قوت يومه، أو طالب يذهب إلى جامعته مفكراً بمستقبله، أو مريض يتعالج في مشفى، لكن الموت يفاجئهم بطريقة بشعة من حيث لا يدرون.

دمشق يا بسمه الحزن، أيتها المكلومة بأبنائك، إلى متى سيغيب الحب؟ إلى متى سيظل النزيف المميت مستمراً؟ إلى متى سنظل أسرى الرعب والموت؟.. نريد حلاً، نريد الحياة!

العدد 1105 - 01/5/2024