يا عدرا … بأي ذنب قتلوا عمالنا؟!

هاجمت قطعان بني سعود وقطرائيل مدينة عدرا العمالية الكادحة، لتعيث بهم قتلاً وذبحاً وتنكيلاً وحرقاً… لا لشيء إلا لأنهم عمال وموظفون كادحون فقراء، يعملون عند الدولة لسد قوتهم وقوت عائلاتهم، وشتان من يعمل عند دولته الوطنية المقاومة، ومن يعمل خادماً عميلاً لأسياده في السعودية وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة، فهؤلاء الإرهابيون يقتلون لمجرد القتل والتخريب، مقابل حفنة دولارات، أما العمال المساكين فهم يعملون لخدمة وطنهم وشعبهم، فهم يبنون ويصلحون الأعطال الكهربائية ويؤمنون الماء والطحين ويصنعون الخبز ويضحون بأنفسهم لتحيا سورية.. آلاف الشهداء من العمال قضوا في هذه الحرب المجنونة ضد الوطن، والهادفة لكسر شوكته والنيل من صموده وحرف بوصلته المقاومة للمشاريع الإمبريالية الأمريكية والصهيونية والخليجية.

لقد دخلت قطعان أبي جهل وأبي لهب المتمثلين اليوم ببندر بن شيطان إلى مدينة عدرا العمالية للانتقام من الطبقة الكادحة السورية، ومعاقبتها على مواقفها الوطنية المشرفة، فهم لم يكتفوا بقتل الآلاف من العمال وجرح وإصابة عشرات الآلاف، على مدى سنوات الأزمة، وتشريد عائلاتهم وجعل الملايين منهم عاطلين عن العمل، بل جاؤوا إليهم لذبحهم وحرقهم، بجرائم سبقت الفاشية والنازية في وحشيتها.

إن صمود سورية مستمد من صمود عمالها وفلاحيها وجيشها العربي السوري البطل وشعبها الأبي بكل فئاته وشرائحه.. ليس مصادفة أن يضربوا عدرا.. فعدرا هي سورية بأكملها، بنسيجها الوطني الاجتماعي من كل المحافظات، ومن كل الأديان والطوائف والقوميات.. لقد قتلوا الجميع دون استثناء ودون رحمة وبطريقة وحشية، فمن ليس معهم فهو ضدهم.. فقطعوا الرؤوس، وأنجزوا بدم بارد مسلسل الذبح والنحر والحرق والرمي من أعلى الشقق إلى الأسفل.. فعائلات بأكملها قتلت وذبحت وأطفال أحياء أُحرقوا أمام ذويهم، ونساء اغتصبت وسحلت.

صبراً على البلوى يا مدينة الفقراء والكادحين، فلم يغفر لك اسم القديسة مريم العذراء، ولم يشفع لك شفيع، فباسم الله يذبحون ويكبّرون، والله منهم ومن أمثالهم براء.

إن مجزرة عدرا هي واحدة من جرائمهم الكثيرة والشنيعة التي ارتكبوها بحق شعبنا العربي السوري المقاوم، فبالأمس كانت معلولا، وقبلها دير عطية والنبك وحمص وجسر الشغور والحولة وخان العسل وريف اللاذقية.. إنه سجل حافل بالإجرام الأسود الدموي.. هذا هو الإرهاب العالمي المنظم المتمثل بمثلث برمودا (الماسونية- الصهيونية-الوهابية)، والمنفلت من عقال السعودية وقطر، والمدعوم أمريكياً وإسرائيلياً بتسهيلات تركية وأردنية وقوى ظلامية لبنانية.

نعم إنه لزمن رديء، لكن من مآثره أنه زمن سقوط الأقنعة.

 تعازينا الحارة للطبقة العاملة في سورية واتحادها المناضل، اتحاد العام لنقابات العمال!

 تعازينا لذوي الشهداء الصامدين الصابرين!

 المجد والخلود للشهداء، الذين كتبوا بدمائهم:

تقضي الرجولة أن نمد جسومنا جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا!

العدد 1105 - 01/5/2024