العقل النقدي.. والممارسة النقدية..

النقدي السّياسي بالمعنى الوطني هو: نقد السّياسات الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، الخ. هذه كلها سياسات ،وليس السياسي المحض في الخارجي والداخلي والحريات والأعلام، هو وحده السياسي. هنا شمولية (السياسي) إلى الوطني، لأن السياسات في الأصل غايتها (الخير الوطني).

مثلاً علاقة (الاقتصادي بالسياسي) قائمة في التوجه العام: المعرفي والتعاملي والسوق والخارج والتصدير والاستيراد نقول: سياسات التصدير، سياسات الدّعم السلعي، وغيره.

في النقد السياسي: تُراجع الأحزاب والتيارات سياساتها، وتنقد تجربتها وحالة تقصيرها، وقد قيل الكثير في هذا ويقال اليوم..

إنَّ مستوى الأداء والحراك لدى هذه الأحزاب على الساحة الوطنية هو رتيب وعادي ولا يصل إلى البيئات والجماهير.. وهذا يحتاج إلى بحث منفرد يخصص بعنوان (الإحيائية الحزبية الجديدة ودينامية الفعل الجديد)، وهذا التطوير الأدائي يحتاج عوامل جديدة تملك إرادتها ووعيها ومبادرتها وصدقها والتصاقها بالناس وحاجتها وكسب ثقتهم ورتابة الأداء اليوم لن تولد الجديد..

في النقد الفكري (الفكر الروحي) ومرتكزه الإيماني الصِّدقي، وآلية التفكير في الوجود والكون والخالق والعبادة والشكر. عنوانه المحبة وهو عنوان مركزي في كل الديانات من بوذا إلى الرسول محمد (ص)، وهذا يقتضي اشتغالاً ثقافياً واسعاً على ما نسميه (دائرة الاسلام الكُبرى) الجامعة لكلّ المكون الوطني، وثقافتها المحبة والقبول والتشاركية ، والمذاهب هي ثقافات واجتهاد وغنى.. هذه تحتاج إلى مراجعة للروحيات، وخطابها.

نظراً إلى ما ذهب إليه الاسلام السياسي وتنظيماته المتطرفة من قتل وتأويل واستباحة ودم.. نقول: لاشيء فوق النقد، ولاشيء هو مقدس سول موضوع الخالق والرَّسول وما صح من الحديث والمروي ، والقرآن كتاب الحكمة والمحبة، وقراءته قراءة تدبر ووعي، قراءة جامعة وقيمية، فهو لكل الخلق وليس لجماعة تفتي بالقتل وتؤول ما تشاء.

في نقد (الفكر الاجتماعي) يشتغل على البيئات وتنميتها، والعادات والسائد الاجتماعي لمعالجة السلبي منها، وإنتاج مفاهيم وعادات جديدة في الوعي، والحرص ، والتحرر، والألفة وتجاوز السائد والمألوف باتجاه الأفضل.

في (النقد الفكري) يشتغل على الحضاري، والوطني ، والأصيل، وتستدعى القامات،  والعارفون، والكبار،..

 في الفكري يُقرأ التاريخ والأعلام والمبدعون، من ابن رشد، إلى اليوم.

في الفكري يشتغل على الأصيل والحداثي..ذلك كله عبر مراجعات نقدية تحمل جرأتها ونقدها، وتقويمها، باتجاه تجاوز مالا يفيد واستنهاض الجديد..هكذا يكون بعض النقد، والعقل النقدي.

العدد 1104 - 24/4/2024