من الصحافة التشيكية العدد 646

«برافو»: من يدعم الإرهابيين.. كيف سيحاربهم.. ولماذا؟

نشرت الصحيفة التشيكية (برافو) الصادرة في براغ على صدر الصفحة الدولية منها تقريراً إخبارياً عن سورية تحت عنوان (انتحاريون ارتكبوا مجزرة بحق الأطفال السوريين)، أشار إلى مقتل 48 شخصاً، منهم 41 طفلاً خلال هجوميين انتحاريين وقعا يوم الأربعاء في حمص، الأمر الذي يعتبر إحدى أسوأ المجازر التي وقعت خلال الحرب الأهلية السورية. وأضاف التقرير أن أغلب الضحايا كانوا أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 6 و9 أعوام.

وأشار التقرير إلى أن متطرفي الدولة الإسلامية حققوا في هذه الأثناء مكاسب أرضية جديدة، فقد استولوا على مدينة هيت العراقية، واقتربوا من بلدة عين العرب السورية.

وأضاف أن الأكراد ما يزالون يدافعون عن عين العرب، غير أنهم مهددون بأن يضطروا للقتال عنها داخل الشوارع.

وتطرق التقرير إلى موافقة البرلمان التركي على تفويض الجيش بالتدخل عند الحاجة في سورية والعراق ضد الإسلاميين المتطرفين، فيما أشار أيضاً إلى تهديد أوجلان من سجنه للحكومة التركية بإنهاء العملية السلمية مع أنقرة في حال حدوث مجزرة للأكراد في منطقة كوباني، أي عين العرب.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان نشرت تقريراً يتهم فيه تنظيم داعش بارتكاب جرائم حرب في العراق.

إلى ذلك أكد المحلل الأمني التشيكي أن خطط الغرب لتحويل العراق وأفغانستان إلى دول ديمقراطية قد أصبحت جزءاً من الماضي، واليوم يتوجب عليه أن يطرح هدفاً أكثر تواضعاً وهو على الأقل استمرارها وعدم تحويلها إلى دول محطة بشكل شامل وإلى ثغرة أمنية سوداء تهدد أمن الغرب.

واعتبر في مقالة له نشرها في صحيفة (برافو) أن ذلك سيكون معقداً بشكل استثنائي، لأنه في كلا الحالتين يتم الاقتراب من الخطوط الحمراء التي يمكن بعد تجاوزها الوصول إلى هذا الأمر.

وأضاف: صحيح أننا نتابع الآن هجمات جوية ناجحة في العراق وسورية يقوم بها الأمريكيون وحلفاؤهم ضد (الدولة الإسلامية)، غير أنه توجد شكوك فيما إذا كان هذا الأمر سيؤمن هزيمتها.

ورأى أن العديد من الأسئلة تشهر فوق الجبهة العراقية السورية، مثل هل هناك وضوح لدى الأمريكيين عن موقع الحلفاء الرئيسيين لهم في المنطقة كالسعودية وتركيا؟ فتركيا عضو حلف الناتو سمح سابقاً للجهاديين بالصعود عن طريق فتح حدودها مع سورية، أما السعودية فتقوم بقمع الجهاديين في أراضيها، في حين تدعمهم في الخارج ضد تأثير الشيعة.

وأضاف أن الأخبار القادمة من بغداد ليست مشجعة، فالجيش العراقي منهار بشكل شامل، وبغداد تتم حراستها من قبل الوحدات الخاصة للحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن (الدولة الإسلامية) حصلت بهجماتها على الجيش العراقي، الذي فوجئ بذلك، على أحدث الأسلحة التي أهداها الأمريكيون له مثل الدبابات وطائرات دون طيار ومدفعية ثقيلة وأسلحة مضادة للطيران وعربات مدرعة للمشاة.

وأشار إلى أن عدد مسلحي الدولة الإسلامية يتراوح بين 15 و50 ألف مسلح، مشدداً على أنه دون مساعدة السكان المحليين لهم لا يمكن أن يتم الإعلان عن (الخلافة) على مثل هذه المساحة الكبيرة من الأراضي، أما في حال حصول خسائر (جانبية) أثناء القصف بين المدنيين، فإن نتيجتها ستكون مضادة التأثير، وذلك عن طريق انضمام المزيد من المتطوعين إلى صفوف الدولة الإسلامية.

ونبه إلى أن الحرب لا يتوجب أن تجري في هذه الحالة في الشرق الاوسط فقط، وإنما أيضاً في أوربا، لأن عدد الأوربيين الذين يقاتلون في صفوف الجهاديين هو بحدود ،3000 وأن 20- 30% منهم قد عادوا إلى دولهم، وبالتالي فإن الطابور الخامس للدولة الإسلامية يمكن له أن يبدأ القتال في (الجبهة الخارجية) له، أي الأوربية عن طريق شن هجمات إرهابية مثلاً، الأمر الذي سيمثل مشكلة بالنسبة للتشيك أيضاً.. ونبه إلى أن هذا التهديد سيبقى لفترة طويلة.

 

شنور: (التحالف الدولي).. نكتة سمجة!

وصف المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور التحالف القائم بين الولايات المتحدة والممالك الإقطاعية في السعودية والإمارات والبحرين والأردن وقطر بأنه نكتة سمجة، مشيراً إلى أن هذه الدول هي نفسها التي أرادت قبل عام قصف سورية وفتح الطريق أمام المتطرفين الإسلاميين للوصول إلى دمشق.

وأشار في مقالة نشرها في موقع (أوائل الأخبار) الإلكتروني إلى أن ما يسمى بتحالف الدول المتطوعة الآن يتضمن الدول نفسها التي ساعدت (الجهاديين) قبل 3 أعوام في الاستيلاء على طرابلس الغرب وفتح شمال إفريقيا أمام الإسلاميين، ثم قامت مع نادي (أصدقاء سورية) بتحويل الرئيس الأسد إلى أكبر طاغية في العالم، وقامت بتزويد من تسميهم بالمتمردين بالمعلومات والأموال والأسلحة، وأيضاً قدمت أراضي لها للتحرك منها.

وحذر من أن التحالف القائم الآن ويشن غارات يمكن أن يكون بمثابة تنفيذ الخطة (بي) من قبل الولايات المتحدة لإسقاط الحكومة السورية الشرعية من الخارج، مشيراً إلى أن الهدف قد لا يكون محاربة تنظيم داعش، وإنما أن داعش هو مجرد وسيلة لإحلال وضع يسمح للأمريكيين بالدخول إلى سورية من الأبواب الخلفية.

وانتقد حديث الولايات المتحدة عن أنها ستعمل على تدريب ما تسميها بـ(المعارضة المعتدلة)، متسائلاً عن الكيفية التي سيتم بها التمييز بموضوعية بين المعتدلين والمتطرفين.

وأضاف متهكماً: هل سيكفي في عملية التفريق المعرفة مثلاً فيما إذا كان هذا المسلح قد أكل الأعضاء الداخلية للجندي السوري الميت، وفيما إذا كان يقوم بصلب المسيحيين؟

ورأى أن الأمر قد يكون بالإمكان اختصاره بعبارة تقول: لا للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، ونعم للجناح العسكري للإخوان المسلمين وللجيش الحر، متسائلاً عما إذا كان الاستراتيجيون الأمريكيون قد فاتهم الاستماع إلى إعلان ما يسمى بـ(المعارضة المعتدلة) بأنها تعتزم التوقيع على هدنة مع الإسلاميين؟

وأضاف أن أكثر المتحمسين للولايات المتحدة لن يستطيعوا الزعم بشكل جدي بأن أجهزة المخابرات الأمريكية والأقمار الاصطناعية لها التي تتنصت على العالم كله لم تسمع بهذا الأمر.

وشدد على أن المعارضة المسلحة العلمانية لا توجد في سورية، وأن ما يسمى بالجيش الحر قد بقي مجرد لصقة ليس لها أي علاقة بالواقع العسكري السوري، أما دمى المعارضة الخارجية فتمثل بالحد الأقصى لها مصالح الذين يحمونها ويدفعون لها نفقات حياتها.

وأشار إلى أن وتيرة التنافس والصراع التي تحدث بشكل تعاقبي وقيام عداوات وتحالفات مختلفة بين المجموعات المسلحة تستبعد أي ضمان بأن أسلحة مجموعة من هذه المجموعات لن تصل إلى الطرف الثاني أو أن المعتدلين لن يصبحوا راديكاليين.

واضح أنه ليس السوريين وحدهم، بل والأوربيين أيضاً، لهم الحق والواجب الطلب من واشنطن تفسيراً عمن يريدون، ولأي هدف يدربون ويسلحون مجموعات مسلحة، مشيراً إلى أنه إذا كان الهدف مقاتلة داعش، فإن هناك الجيش السوري.

وأكد أنه لولا الدعم العسكري واللوجستي والأرضي المقدم للجهاديين من الخارج، فإن داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية كانت قد انتهت منذ فترة طويلة.

وشدد على أن أي عمل عسكري خارجي يجب أن يتم بموافقة الحكومة السورية، وإلا سيكون عدواناً فاضحاً. ورأى أن تصرف الولايات المتحدة في سورية هو الذي سيظهر طبيعة الهدف الأمريكي، وفيما إذا كانت تريد القضاء على العفريت الذي أطلق من الزجاجة ممثلاً بداعش، أم تعديل خطة التدخل العسكري في سورية، مشدداً على أن العالم يجب أن يدرك أنه في سورية وليس في أوكرانيا تلعب الولايات المتحدة بنار إشعال حرب عالمية من أجل المحافظة على دور المهيمن العالمي.

العدد 1104 - 24/4/2024