صَدر حكوماتنا الوطنية يضيق ذرعاً بشبابنا الوطني!

إنَّ جميع الأمم والأجيال صغاراً وكباراً، مُجمعون على قضية واحدة هي: قيمة الشباب وأهمية دورهم في صناعة الأوطان، لأنهم جند الحاضر، وقادة المستقبل، وحَمَلَة مشاعل الحرية والحضارة والتقدم، بحقٍّ وجدارة. والجميع يعملون على مساعدة الشباب ودعم مبادراتهم الوطنية والاجتماعية، مما يستوجب تقديم التسهيلات المطلوبة من قبل جميع المؤسسات الدنيا والعليا،وعلى كل الدرجات،ومن قبل الجميع،ولكن للأسف ما عدا حكوماتنا القديمة منها والجديدة أو (المجدَّدة) (كما يسميها بعض المراقبين والسياسيين)0 ومع كل احترامنا لها ولنشاطاتها الإيجابية الكثيرة، فإنها تسبِّب للشباب خيبات أملٍ كبيرة عندما تصدر بحقهم تعميمات مقيِّدة لحرياتهم، وتطلعاتهم نحو مستقبلهم الخاص بهم، لتفرض عليهم وصايتها،فقد أصدرت الحكومة مؤخراً تعميماً مقيِّداً للحريات الديمقراطية للشباب، هذا نصه:

رئاسة مجلس الوزراء

الرقم 209 / 15

التاريخ 18أيار 2014

(لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض الجهات العامة بتقديم الدعم لبعض المبادرات الشبابية أو الوطنية دون الحصول على الموافقات المطلوبة..

يطلب إلى الجهات العامة كافة عدم تقديم التسهيلات لأية مجموعة شبابية أو مبادرة وطنية أو اجتماعية، دون الحصول على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية أو السيد المحافظ المختص، والتشديد على أية نشاطات أو مبادرات من هذا النوع أو الدعوة لجمع التبرعات دون الحصول على الموافقة المطلوبة). للاطلاع والتقيد.

دمشق في 18 أيار2014 م.

وهنا نسأل الحكومة الموقَّرة: لمصلحة مَن إصدار مثل هذا التعميم القديم الجديد، والتمسُّك الشديد به؟ ولماذا  يصبُّ جامَ غضبه على الشباب الوطني، ومبادراتهم الوطنية والاجتماعية، ليمنع نشاطهم الوطني، ويحرمهم من حقوقهم المدنية،فقط لأنهم وطنيون ويعملون على خدمة وطنهم وتحت سقفه، ويتصدَّون ببسالة لكل المؤامرات الداخلية والخارجية؟ بينما لم يتعرَّض هذا (التعميم) الحماسي الشديد اللهجة للشباب اللا وطني ولا للمبادرات اللا وطنية إطلاقاً، والذين يعملون خارج سقف الوطن، وفوق الوزراء وأمام المحافظين، وكأنَّ هؤلاء (معفَون) من الموافقات المطلوبة، وبالتالي فلم ولن تطولهم نيران الحكومة وتحذيراتها الواردة في هذا (التعميم) المشدَّد!

كما نسأل حكوماتنا السابقة واللاحقة، عمّا قدمته من قرارات لمساعدة الشباب الوطني، لتحريره من تلك القيود والتعقيدات الروتينية المرهقة، التي تعيقهم من الحصول على تلك الموافقات المطلوبة؟

العدد 1104 - 24/4/2024