أعطونا الطفولة!

يأتي عيد الطفل هذا العام وأطفال العالم يحتفلون به بأشكال متنوّعة، بل وربما بطرق جديدة مبتكرة ومختلفة.

هذا اليوم، الذي من المفترض أن يكون عيداً حقيقياً لجميع الأطفال، يمرّ مرور الكرام على أطفال بلادنا، هذا إن خطر ببال أحدهم ولو للحظة أن هناك يوماً مخصصاً لهم، بل وإن خطر ببال الكبار المحيطين بهم تذكّر هذه المناسبة.

لا أعني الأهل فقط، رغم أهمية وضرورة أن يتذكر الأهل هذا اليوم بالنسبة لأطفالهم، وأن يشعروا ببعض الحب والفرح لأن الحياة وهبتهم هؤلاء الأطفال، إلا أن انشغالهم بهموم الحياة اليومية، والحرب الدائرة في البلاد، والتي أكلت الأخضر واليابس، جعلتهم يغضون الطرف عنهم قليلاً، إنما أقصد منظمات المجتمع المدني، المعنية بحقوق الطفل، وأيضاً المؤسسات والهيئات الحكومية، إضافة إلى وزارة التربية بمدارسها المنتشرة على مساحة البلد.

فالمدرسة هي المكان الذي يتواجد فيه الأطفال على اختلاف شخصياتهم وبيئاتهم وتربيتهم، بل إنه المكان الذي يرغبون في الذهاب إليه نظراً لكونها المكان الوحيد الذي يفرّغون من خلاله بعضاً من طاقاتهم التي يمتلكونها، وبعضاً من توتّرهم المرافق لهم جرّاء ما يجري، إضافة إلى أنها ربما كانت المكان الوحيد الذي يجمعهم بأقرانهم الذين يشاركونهم ذات المشاعر والمصير. لأنهم وفي ظل الظروف الراهنة غير قادرين على ارتياد الحدائق العامة والملاهي والنوادي، والتي – إن وجدت – فإن الوضع الأمني دائماً لهم بالمرصاد، لذا باتت المدرسة هي الملجأ الوحيد للطفل، علماً بأن معظم الأطفال لم يعد الذهاب إلى المدرسة بالنسبة إليهم بقصد الدراسة، بل للغرض الذي ذكرناه آنفاً، فما بالنا بالأطفال الذين منعتهم ظروف الحرب من الذهاب إلى المدرسة سواء بسبب التهجير والتدمير، أو بسبب العمل لكسب لقمة العيش في ظل غياب أحد الأبوين أو كليهما معاً، أو بقصد الاهتمام بإخوة أصغر سناً هم بأمس الحاجة للرعاية، لاسيما في ظل غياب الأم تحديداً لأسباب عدة لسنا بصدد ذكرها هنا.

هذا الحال، أعاد إلى ذاكرتي أغنية (عطونا الطفولة).. التي غنتها ريمي بندلي بثلاث لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية، مناشدة العالم الاهتمام بالطفولة وحقوقها، وإنهاء الحروب الدائرة على هذه الأرض.. فهل من مجيب؟؟

العدد 1105 - 01/5/2024