أفكارك ومبادؤك ستظل نبراساً لنا

 صديقي باسم.. أظنك لم تشعر يوماً بآلام الفراق والغياب القاسي الطويل الذي لا ينتهي كالذي عشناه طيلة الأيام الأربعين التي انقضت. لم تفارقنا نظراتك الجادة المفعمة بالشعور بالمسؤولية في كل موقف من المواقف التي مرت بنا. كنت معنا في صياغة القرار وفي تنفيذه، وكان ظلك يخيم على الأشياء كلها، كنا دائماً نعمل وكأنك ستعود..

ولكن مرت الأيام ولم تعد يا باسم، وأخذ الصمت الحزين يلف كل الأشياء.. فلماذا انكفأت عن الركب الذي أحببت، والذي أحبك؟.. أهو حزنك العميق على ما حل بوطنك الحبيب سورية من مآسٍ وجروح ودماء تسيل؟ هل عزّت عليك وجُرح كبرياؤك وأنت ترى بأم عينيك تراب وطنك الغالي يدنسه شذاذ الآفاق ومجرمو العالم؟

هل آلمك مشهد صبية في عمر الورد وطفل في يافع العمر، وشيخ مهاب، تقطع رؤوسهم وتتدحرج فوق أرض آبائهم وأجدادهم؟

هل حزّ في نفسك هذا الدمار الهائل الذي ألحقه الإرهابيون بمؤسساتنا ومعاملنا وسدودنا ومدارسنا ومشافينا، هذه المنشآت التي أشادتها الزنود السمر لشبابنا وشاباتنا بمساعدة الأصدقاء؟

نعم.. كل ذلك، نعم، وكأي مواطن شريف هزته الكارثة التي لحقت بالوطن، كان باسم يهتز من الألم والحزن، وطالما كان يعبر عن حزنه الدفين على صفحات (النور).. النور التي عشق.. ولكن أيها الرفيق العزيز باسم، ليتك معنا لتشهد حصون الإرهاب الآن وهي تتهاوى، والأرض تسترد كل يوم، ببطولات جيشنا العربي السوري الباسل وبمساعدة الأصدقاء في العالم.

وغداً عندما ترتفع أعلام النصر النهائي فوق أرجاء الوطن، وعندما يعيش شعبك السوري وحزبك، الحزب الشيوعي السوري الموحد، فرحة النصر، سنفرح كثيراً، لكن يبقى في القلب غصة لأنك لست معنا، لكن أفكارك ومبادئك ستظل نبراساً لنا.

الحزب الشيوعي السوري الموحد يقدر عالي التقدير الوقفة المهيبة التي وقفها اتحاد الكتاب العرب لتكريم رفيقنا العزيز باسم، وكل ما أبداه تجاهه داعين لهم بالتوفيق والنجاح في عملهم، وشكراً!

العدد 1104 - 24/4/2024