اغتيال بوريس نيمتسوف… لمصلحة من ومن المستفيد؟!

تناقلت وكالات الأنباء مقتل السياسي الروسي بوريس نيمتسوف برصاص مجهول وسط موسكو ليل الجمعة 27 شباط 2015.

فمن هو بوريس نيمتسوف:

1- ولد نيمتسوف عام 1959.

2- يحمل شهادة الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء.

3- عضو في مجلس السوفيات الأعلى عام 1990.

4- في تسعينات القرن الماضي عمل نيمتسوف في الحكومة الروسية في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، فشغل مناصب وزارية عدة منها نائب رئيس مجلس الوزراء خلال الفترة من 1999-،2003 وكان نائباً في مجلس النواب (الدوما) الروسي وعمدة لمدينة ينجني نوفغورود.

5- كان نيمتسوف يعتبر من صقور الرئيس الراحل باريس يلتسين سيئ السيط، وكان حاقداً على الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي، ومن أنصار الانفتاح بلا حدود على الغرب، ومعجباً بالديمقراطية الغربية، ويعتبر نفسه صديقاً حميماً للطغمة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وصناع القرار في دوائر الاتحاد الأوربي، وهو يعتبر المنسق والمترجم الحقيقي للتوجهات الليبرالية الغربية.

6- هو أحد مؤسسي حركة التضامن، في عام 2012 اختير كأحد رؤساء الحزب الجمهوري الروسي (المعارض).

7- صعد سلم الحراك السياسي فجأة وكأنه محضر في مخابر البنتاغون لهذه اللحظة، حيث اعتبر في حينه رمزاً للثوار الشباب، وأحد رجالات الحراك ضد الاتحاد السوفييتي والانفتاح الغربي.

8- هناك من يشكك في أصوله الروسية، ويعتقد أنه ينحدر من أصل ألماني كون نسبته نيمتسوف بالروسية تعني ألماني، ويعتقد أن له صلة قرابة باليهود.

 

لمصلحة من قتل نيمتسوف

ومن هو المستفيد؟

لا شك أننا ضد هذه الجريمة النكراء بكل المعايير والمقاييس، وهذه الجريمة لا تخدم إلا الغرب والطغمة الصهيونية الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن حلفاء نيمتسوف السياسيين يقولون إنه راح ضحية عملية اغتيال سياسية لها علاقة بمعارضته لسياسيات الرئيس بوتين، ولا سيما فيما يخص الأزمة الأكرانية، ورفعوا شعارات (كلنا نيمتسوف) هذه الشعارات المعروفة المصدر ومعروفة الدوائر الغربية المشبوهة التي تغذيها.

الرئيس الروسي بوتين أدان بشدة جريمة اغتيال السياسي المعارض بوريس نيمتسوف معتبراً انها جريمة وحشية تحمل جميع مواصفات العمل الاستفزازي المأجور.

عدد من السياسيين الموالين للحكومة الروسية أكدوا أن قتل نيمتسوف يهدف إلى الإساءة إلى صورة الحكومة الروسية، فحمّل الرئيس الشيشاني رمضان قدريوف أجهزة المخابرات الغربية، التي تحاول بشتى السبل والطرق للنيل من روسيا، المسؤولية عن مقتل نيمتسوف.

– من السذاجة بمكان اعتبار أن المعارض نيمتسوف منافس وند للرئيس فلاديمير بوتين، فشعبية الرئيس بوتين في أوجها، ويحظى بالتفاف شعبي عارم حول سياسته الوطنية التي يقودها، بعكس المعارضة التي تعاني من انقسام وتشظ ومن بعد الجماهير عنها، لذلك فالكثيرون من الشعب الروسي طالبوا سابقاً القيادة الروسية بمحاكمة نيمتسوف بتهمة الخيانة العظمى بسبب موقفه من الأزمة الأوكرانية وعودة القرم إلى حضن الوطن الروسي.

إن هذه الجريمة النكراء تذكرنا بجريمة قتل الحريري بلبنان… فهذه هي أمريكا وهذه هي الدوائر الغربية التي تقتل حتى أخلص رجالاتها وتتخلى عنهم في سبيل مصالحها.. إنها مؤامرة جديدة ودنيئة فاضحة من صنع الغرب ضد روسيا وسياساتها المؤيدة للحق وللقوانين والشرائع الدولية.

فباعتقادي الذي خطط ونفذ عملية الاغتيال هو المستفيد من مقتل نيمتسوف، فبالتأكيد عملاء السي إي إيه والموساد هم من قام بعملية الاغتيال لاستغلال دمه والضغط على روسيا وقيادتها الوطنية المعادية للسياسات الأمريكية والغربية في أوكرانيا والشرق الأوسط والعالم، فاغتيال نيمتسوف الابن البار للغرب بيد الغرب هو لمصلحة أمريكا والاتحاد الأوربي بالتأكيد.

لن ينخدع الشعب الروسي، وسيسقط المؤامرة التي تحاك مجدداً ضده، وسينتصر مع قيادته الوطنية المناصرة للحق وللشرعية والقوانين الدولية، والمتصدية للغطرسة الأمريكية والغربية وسياسة الهيمنة وأحادية القطب.

العدد 1105 - 01/5/2024