المهندس أبو زيد كاتبة مدير الشركة العامة للمطاحن لـ«النور»: الدقيق متوفر ولا خوف من نقص في مادة الخبز

بسبب الأزمة التي تعصف بسورية، لم يعد خافياً على أحد معاناة المواطن السوري في تأمين لقمة عيشه، وخاصة رغيف الخبز، وذلك نتيجة لخروج عدد من المطاحن العامة والخاصة من الخدمة، بسبب الأحداث الأمنية، مما أدى إلى صعوبات في النقل وتوصيل الطحين إلى الأفران، وأضرار تعرضت لها شركة المطاحن.

وللوقوف على كل تلك الأمور، ولتسليط الضوء على حلول الشركة العامة للمطاحن وخطتها لعام ،2013 التقينا المهندس أبوزيد كاتبة، المدير العام للشركة، الذي حدثنا قائلاً:

مطاحن خارج الخدمة

أدت الأزمة الحالية، التي يعيشها بلدنا الحبيب منذ أكثر من سنتين، إلى خروج عدة مطاحن من الخدمة: 22 مطحنة في حلب و3 في حمص، وواحدة في دير الزور. وكانت هذه المطاحن تغطي نحو 40% من احتياجات القطر. ولتلافي هذا العجز وجهّنا بإيقاف جميع أعمال الصيانة للمطاحن العاملة، والعمل بالطاقات القصوى، وبضمنها أيام العطل والأعياد الرسمية. كما أبرمنا عدة عقود لشراء الدقيق محلياً، وكذلك وقعنا اتفاقية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوريد 100 ألف طن عن طريق التبادل التجاري (المقايضة)، وصل منها حتى الآن نحو 45 ألف طن، واتفاقية أخرى مع هيئة الحبوب الأوكرانية الحكومية لتوريد 100 ألف طن بأسعار تفضيلية بوشر بتوريد أول عقد 10 آلاف طن، كما وقعنا عقوداً لاستيراد الدقيق مع شركات خاصة: 30 ألف طن، و25 ألف طن.

حجم الاستهلاك وصعوبات نقل الدقيق

إن متوسط الاستهلاك اليومي من الدقيق نحو 6300 طن، تستخرج من 8082 طناً من الأقماح. وهذا يعني أن هناك 16 ألف طن يومياً من المواد يجب نقلها بالشاحنات ما بين أقماح واردة إلى المطاحن، ودقيق إلى الأفران، ونخالة إلى مؤسسة الأعلاف.

وقد عانت الشركة صعوبات في موضوع نقل الدقيق بين المحافظات، لامتناع السائقين عن طريق مكاتب نقل البضائع عن العمل، مطالبين بزيادة أجور النقل.. وقد عالجنا هذه الصعوبات، وفق توجيهات السيد رئيس مجلس الوزراء، باعتماد أجور النقل حسب الأسعار الرائجة.

يتبين مما سبق أن الشركة لا تدخر جهداً لتأمين الدقيق إلى جميع الأفران الآلية والاحتياطية والخاصة، بما يحقق وصول الرغيف إلى المواطن بأرخص الأسعار.. إذ تبلغ التكلفة الفعلية لإنتاج ربطة الخبز 5,1 كغ نحو 75 ل.س، بينما تباع للمواطن ب15 ل.س، وهذا يشكل عجزاً تموينياً عام 2012 نحو 70 مليار ل.س، وهو الفارق ما بين التكلفة وسعر المبيع، تتحملها الموازنة العامة للدولة.. ومن الضروري تأكيد أن مادة الدقيق متوفرة ويتم إيصالها بكل الطرق الممكنة إلى الأفران في جميع المحافظات، كما توجد مخازين جيدة، رغم أن هناك اتجاراً بهذه المادة، إذ يبلغ السعر الرائج يزيد عشرة أضعاف السعر التمويني.

الخطة السنوية والخطة الاستثمارية لعام 2013

تتضمن الخطة السنوية للمطاحن العامة تشغيل 250 يوم عمل إنتاجي فعلي، ونتيجة للظروف التي تمر بها البلاد وتعرض العديد من المطاحن العامة لضرر وتخريب أدى إلى خروجها من الخدمة، قامت الشركة بتوجيه جميع المطاحن للعمل بالطاقة القصوى، وكانت نسبة تنفيذ المطاحن العامة 125% خلال عام ،2011 وبلغت 120% في عام ،2012 على الرغم من خروج بعضها من الخدمة.

إضافة إلى أننا استوردنا في عام 2012 كمية 91047 طن دقيق، وزعت بالكامل على المخابز العاملة في جميع محافظات القطر. ويقدر وسطي الاستهلاك اليومي لمادة الدقيق ب6261 طناً يومياً. وسعياً من الشركة لسد الحاجة والطلب المتزايد على مادة الدقيق، أبرم عقد خارجي بالتراضي رقم 2 لبناء خمس مطاحن آلية جديدة، وتوريدها وتركيبها وتشغيلها، بطاقة إجمالية قدرها 1420 طن قمح باليوم، مع صومعة بطاقة 10 آلاف طن قمح في السويداء، وقد توزعت هذه المطاحن على المحافظات على الشكل التالي:

1- مطحنة واحدة في محافظة درعا، منطقة إزرع، بطاقة طحنية 300 طن قمح يومياً.

2- مطحنة واحدة في محافظة السويداء، بطاقة طحنية 300 طن قمح يومياً.

3- مطحنة واحدة في الرقة، بطاقة طحنية 300 طن قمح يومياً.

4- مطحنة واحدة في منطقة القامشلي، بطاقة طحنية  400 طن قمح يومياً.

5- مطحنة واحدة في منطقة الطبقة، بطاقة طحنية 120 طن قمح يومياً.

وسيموَّل هذا العقد من اعتمادات خط الائتمان الموقع بين المصرف التجاري السوري ومصرف تنمية الصادرات الإيراني، وسينفذ بعد تصديقه من الجهات الوصائية أولاً، وبذلك تبذل الشركة في إطار السياسة العامة للدولة أقصى الجهود لتأمين هذه المادة للمواطنين لزوم رغيف الخبز، كما أن الشركة بصدد توقيع عقد مع شركة (سوفو كريم) الروسية لتجهيز مطحنة تلكلخ بطاقة 600 طن يومياً.

أضرار أصابت الشركة

بلغت قيمة الأضرار التي لحقت بالشركة حتى تاريخ 1/1/2013 كمايلي:

– فرع دمشق: 494,426,12 ليرة.

– فرع حمص: 000,500,151 ليرة.

– فرع إدلب: 000,900,2 ليرة.

– فرع حلب: 000,300,31 ليرة.

– فرع القامشلي: 31_,916,9 ليرة.

– فرع درعا: 000,250 ليرة.

– فرع اللاذقية: 297,534,2 ليرة.

– فرع دير الزور: 500,24.

– فرع طرطوس: لا يوجد.

مجموع الأضرار: 996,326,235 ليرة سورية، وبلغ عدد الشهداء 19.

خطة 2013

أما خطة الشركة لعام 2013 فقد تضمنت طحن كمية مليونين و950 ألف طن قمح +-5%، لتعطي كمية مليونين و300 ألف طن دقيق +-5%، ولتأمين حاجة القطر من مادة الدقيق التمويني.. تُطحن كمية مليون و750 ألف طن قمح منها لدى مطاحن القطر العامة، والباقي لدى مطاحن القطاع الخاص.

في مجال الخطة الاستثمارية، لحظ في عام 2013 مشروع إنشاء وتجهيز مطاحن جديدة للدخول في العملية الإنتاجية لتغطية الحاجة المتزايدة على الدقيق، إذ قدرت قيمة مشاريع الاستثمارية التي ستنفذها الشركة في عام 2013 ب 300 مليون ل.س، موزعة على الشكل التالي:

1- إنشاء مطاحن آلية جديدة، وتشمل مشروعين:

– تجهيز المطاحن الأربع (سنجار، الباب، دير حافر، تلكلخ).

– إنشاء مطاحن جديدة في المنطقة الشرقية.

بقيمة أولية تقدر ب 12 مليون ل.س، منها مليونان بالقطع الأجنبي.

2- مشاريع الاستبدال والتجديد: 243 مليوناً.

3- مشروع بناء المستودعات: 45 مليوناً.

كلمة أخيرة

طمأن م.كاتبة، مدير الشركة، المواطنين قائلاً:

كل فرن يأخذ مخصصاته اليومية، ولم يحدث قطع في المخصصات، مشيراً إلى ضرورة التعاون لتجاوز هذه الأزمة، مؤكداً ضرورة عدم الهدر في مادتَيْ الدقيق والخبز، كما أكد شكره العميق للجنود المجهولين العاملين في مواقع الإنتاج في المطاحن وحسهم العالي بالمسؤولية لتأمين هذه المادة للمواطنين في جميع الأوقات والظروف.

العدد 1105 - 01/5/2024