درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً منذ 11300 عام!

في ظل تداعيات الانحباس الحراري الذي تشهده الكرة الأرضية، وبرغم أكثر توقعات التقليل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تفاؤلاً، ستصل معدلات الحرارة خلال العقود المقبلة إلى أعلى درجاتها، وذلك منذ 11300 عام! هذا ما أكدته دراسة أمريكية نشرت ، في مجلة (ساينس)، واعتمدت على تحليل بيانات 73 موقعاً على وجه الأرض.
وفي خطوة جديدة، أعاد الباحثون تحديد درجات الحرارة خلال ال11 ألف عام، وتبين لهم أنّ الأعوام العشرة الأخيرة كانت الأكثر سخونة، مقارنة بغالبية نماذج مناخات القرون الماضية.
وفي الواقع، فإن كل النماذج المناخية التي درسها فريق الباحثين في معهد (ج.ي.أ.س) تؤكد أن الأرض ستشهد معدلات حرارة أكثر ارتفاعاً، وذلك حتى نهاية القرن الحالي.
ويعلّق رئيس فريق الباحثين، الباحث في جامعة (أوريغون) الأمريكية شون ماركوت على نتائج الدراسة، قائلاً: (إننا نعرف مسبقاً أن الأرض تشهد حالياً درجات الحرارة الأكثر ارتفاعاً خلال الألفيتين الماضيتين)، مضيفاً أنه (من الآن فصاعداً بتنا نعرف أن هذه المعدلات هي الأكثر ارتفاعاً بشكل عام، مقارنة بالنماذج المناخية التي عرفتها الأرض خلال ال11300 سنة الماضية).
ويظهر تأريخ التبدلات المناخية، التي عرضتها الدراسة، أنّه خلال فترة الخمسة آلاف عام الأخيرة، عرفت الأرض انخفاضاً في الحرارة معدله 80,0 درجة مئوية، وذلك في مقابل ارتفاع في الحرارة معدله أيضاً 80,0 درجة مئوية في القرن الأخير. وفي هذا السياق، تفيد الدراسة بأن متوسط ارتفاع درجة الحرارة سيسجل نسبة تتراوح بين 1,1 درجة مئوية و3,6 درجات حتى العام ،2100 وستحدد معدلات انبعاث ثاني أوكسيد الكربون نسبة هذا التبدّل.
ويقول الباحث بيتر كلارك: إن (ما يثير القلق فعلياً، هو أن هذا الانحباس الحراري سيكون الأضخم مقارنة بكل المرحلة المدروسة، أي 11300 عام).
في المقابل، يوضح الباحث ماركوت أن سبب التبدل المناخي والارتفاع في درجات الحرارة هو تحديداً الأنشطة البشرية، وليس الطبيعة. ويشرح أن الموقع الحالي للأرض في مقابل الشمس كان عليه أن ينتج انخفاضاً في درجات الحرارة وهذا ما لم يحدث، ما يؤكد، وفقاً له، أن ارتفاع درجات الحرارة سببه الأنشطة البشرية.
 

العدد 1105 - 01/5/2024