التاسع من أيار… نصر عظيم على الفاشية وعيد لكل الشعوب

في التاسع من أيار من كل عام تحتفل البشرية بعيد الانتصار العظيم الذي حققه الشعب السوفييتي، بقيادة حزبه الشيوعي المتحالف مع الدول المعادية للفاشية والنازية، بوضع حد لنهاية حرب ظالمة شنتها قوى النظام الرأسمالي العالمي ضد البشرية التقدمية وفي طليعتها الاتحاد السوفييتي دولة العمال والفلاحين وأول دولة اشتراكية في العالم.

يكتسب الانتصار في الحرب الوطنية العظمى التي كان للشعوب السوفييتية الدور الحاسم فيها أهمية عالمية دولية وشعبية، سياسية واقتصادية اجتماعية. وقد أصبح هذا اليوم عيداً حقيقياً لكل قوى التقدم والسلام في العالم، تلك القوى التي تناضل بأشكال مختلفة من أجل عالم ينتفي فيه أي شكل من أشكال استغلال الإنسان للإنسان، وأي شكل من تسلط دولة على دولة، أو شعب على شعب، أو قومية على أخرى.

انتصار التاسع من أيار حافظ على توازن دولي بين نظامين: النظام الاشتراكي الوليد بكل منجزاته الإنسانية، والنظام الرأسمالي بكل ما فيه من شرور، وما حمله من كوارث للبشرية، ليس أعظمها حربان عالميتان ذهب ضحيتهما ملايين البشر.

تفكّك الاتحاد السوفييتي، ليس نهاية الصراع مع قوى الشر والعدوان، فالعالم اليوم يبحث عن توازن جديد، ينهي همينة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم ويحد من سلطانها وفرض خياراتها وطغيان مصالحها، بما فيها من استعباد واضطهاد لشعوب العالم، واستعداء لكل من يخالف توجهاتها فكيف من يقف ضد مخططاتها التخريبية المعادية لمصالح الشعوب؟!

يكتسب الاحتفال بعيد الانتصار على النازية في هذا العام أهمية خاصة في الوقت الذي تنهض فيه روسيا الاتحادية من كبوتها، وهي الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي، نافضة عن كاهلها حالة الغياب عن ساحة السياسة الدولية، فارضة نفسها لاعباً محدداً في السياسات الدولية.

وقد وجدت في الحرب الطاحنة الدائرة على أرض وطننا الحبيب سورية التاريخ والحضارة والعيش المشترك، مجالاً للتعبير عن حضورها والدفاع عن القانون الدولي، وعن حرية الشعوب في اختيار أنظمتها، ولتقف ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول.

إن ما يجري في سورية اليوم من صراع يعيد إلى الأذهان حالة التصادم العنيف بين النظامين العالميين الاشتراكي والرأسمالي.

وعلى ضوء ما يجري، وعلى نتائج المواجهة تتحدد ملامح عالم جديد متعدد الأقطاب يقلل من تسلط الولايات المتحدة الأمريكية على العالم.

يحق لكل وطني أن يحتفل بنصر التاسع من أيار بغض النظر عن قوميته ولونه ومعتقداته، فهو انتصار لكل محبي السلام والتقدم الساعين إلى عالم تنتفي فيه أسباب الحروب، عالم يقلّص الهوة بين أبناء البشرية، ويشعر فيه الإنسان بأنه حرٌّ في وطنه وسيد لمقدراته، عالم يخلو من الرعب وفزاعات الأسلحة النووية وما يشبهها من أسلحة الفتك والقتل والتدمير الشامل.

من حق الشعوب أن تعيش بسلام وأمن، وأن تتمتع بخيرات أوطانها، وأن تختار أنظمتها الاجتماعية الاقتصادية السياسية دون إملاءات خارجية، وهذا لن يتوفر إلا إذا تحققت انتصارات جديدة على الرأسمالية المتوحشة وعلى الشركات المتعددة الجنسيات، وتحقق التقارب بين مستويات التطور بين مختلف الدول إلى حد إزالة التفاوت بين الدول والشعوب.

لن تنسى شعوب الأرض مأثرة التاسع من أيار والتضحيات الجسام التي كانت خلف هذا الانتصار العظيم، وإن صيانة هذا الإنجاز التاريخي الكبير يتطلب وحدة نضال جميع القوى المحبة للسلام وللحق وللعدالة في خندق واحد من أجل عالم بلا حروب، وشعوب متحررة من الاضطهاد، ودول تقوم على أساس التشاركية والتعددية والديمقراطية.

المجد لشهداء التاسع من أيار، والنصر للشعوب المضطهدة من أجل تحقيق أهدافها!

العدد 1105 - 01/5/2024