مايكروسوفت تشتري نوكيا

أعلنت شركة مايكروسوفت أنها ستشتري القسم الأكبر من قسم الهواتف لدى شركة نوكيا، كما أنها ستحصل على ترخيص براءات الإختراع الخاصة بهواتف الشركة، ليصل إجمالي قيمة الصفقة إلى 2,7 مليارات دولار أمريكي.

وسينضم العديد من العاملين لدى شركة نوكيا إلى شركة مايكروسوفت ليباشرو عملهم هناك ومنهم (ستيفن إيلوب) الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا، الذي سيصبح نائب الرئيس في قسم الأجهزة والخدمات في شركة مايكروسوفت. وتأتي هذ الخطوة لتكشف نية مايكروسوفت النجاح و المنافسة بشكل جدي في سوق الهواتف الذكية.

ويعلق (بين وود) المحلل لدى شركة  CCS Insight للبحوث: (في تسعينيات القرن الماضي، لم يكن للماركات الكبيرة التي نراها اليوم وجود. لقد كانت نوكيا تهيمن على السوق هيمنة شبه كاملة، فلم يكن الناس يذكرون اسم الشركة بل اسم النموذج فقط، كأن يقولوا (3210). ويضيف وود: (بدأت نوكيا بالتراخي، فقد كانت تشعر بأنها لا يمكن ان تخطئ، ولكن فجأة في يناير/كانون الثاني ،2007 صعد ستيف جوبز (المؤسس الراحل لشركة آبل) على المسرح وأخرج من جيبه أول هاتف آيفون وغير العالم إلى الأبد).

كان تراجع نوكيا كبيراً، إذ تشير إحصاءات شركة (غارتنر) إلى أن الشركة الفنلندية كانت تستحوذ على 9,49% من السوق عام ،2007 ولكن هذه النسبة بدأت بالانحسار حتى وصلت إلى 7,43% في السنة التالية، ثم 1,41%، ثم 2,34%. وفي النصف الأول من هذا العام، لم تحظ نوكيا إلا ب 3% من سوق الهواتف المحمولة.

الكثيرون يلقون باللائمة لهذا التراجع على نظام تشغيل (سمبيان)، الذي برمجته نوكيا بنفسها، ويقول عدد من الخبراء إن هذا النظام لم يكن كفؤاً كفاءة كافية. ويقول وودز: (إن نوكيا تجاهلت أهمية البرمجيات بالنسبة إلى الهاتف المحمول)، وأضاف: (تنتج نوكيا أجهزة عظيمة، وبذلت في سبيل ذلك جهوداً مضنية عبر عقد كامل، ولكن آبل توصلت إلى أن كل ما تحتاجه هو شاشة فقط والباقي تتكفل به البرمجيات).

وقال رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت (ستيف بالمر): إن الاستحواذ على نوكيا وجعلها جزءاً من مايكروسوفت سيمكننا من تحسين مرونة الابتكار فيما يخص الهواتف المحمولة.

وتقول (روبرتا كوزا) المحللة لدى غارتنر: (أعتقد أنه إذا أرادت مايكروسوفت منافسة آبل وغوغل في سوق المحمول اليوم فعليها أن تكون أكثر من شركة برمجيات فقط).

وتضيف: (سيكون بوسع مايكروسوفت الاستفادة من خبراء نوكيا الذين ستكسبهم، إذ تسمح لهم بابتكار الأجهزة والحصول على آرائهم فيما يخص نظام التشغيل، مما يسمح لها بإنتاج أجهزة جديدة يمكنها المنافسة، إضافة إلى ذلك ستحصل مايكروسوفت على خبرة نوكيا فيما يتعلق بالأسواق النامية).

وثمة قرارات استراتيجية اتخذتها نوكيا مؤخراً تشير الى توجهها المستقبلي، ففي إحدى الصفقات الأخيرة اشترت نوكيا حصة سيمنز في Nokia Solutions and Networks  المتخصصة في مجال الإنترنت السريع الخاص بالهواتف المحمولة، كما تحتفظ نوكيا بمجموعة من الخرائط تعول عليها 80% من السيارات المُنتجة حالياً لتشغيل أجهزة الملاحة المثبتة فيها، وهناك العديد من البراءات التي تملكها نوكيا بفضل هيمنتها على سوق الهواتف في بداياته، والتي يعتمد عليها قطاع صناعة الهواتف المحمولة، وبحسب تقدير مؤسسة زفوربزس تبلغ قيمة البراءات التي تمتلكها نوكيا نحو 4 مليارات دولار.

ويعتقد عدد من الخبراء أن على مايكروسوفت التعلم من خبرة نوكيا من أجل تطوير هذا القطاع لديها في العديد من المجالات، ومنها تطوير كمبيوترها اللوحي (سرفس آر تي)، وستتمكن مايكروسوفت من الاستفادة من نوكيا في عدد من النقاط الرئيسية التالية:

– التصميم المرن الذي يرضي تعدد الأذواق: فشركة مايكروسوفت كانت قد اعتمدت في كمبيوترها اللوحي (سرفس آر تي) على التصميم الجدي الذي يتناسب مع قطاع الأعمال أو كبار السن، بينما اعتمدت نوكيا في تصاميمها لهواتف لوميا الأخيرة على تصاميم واسعة ترضي الجميع.

– التركيز على الكاميرا: تفوَّقت نوكيا في آخر هاتفين طرحتهما على العديد من المنافسين من ناحية دقة الكاميرا التي تقدمها، وتمكنت بهذه الميزة من جذب عدد كبير وجديد من المستخدمين لهواتفها، مما قد يساعد مايكروسوفت أيضاً على ترويج كمبيوتراتها اللوحية وأجهزتها المستقبلية. إذ تعمد العديد من الشركات العالمية التي تصنع الكمبيوترات اللوحية إلى عدم التركيز على كاميراتها، وتكون في الأغلب مجرد خيار إضافي على الكمبيوتر اللوحي.

– محمولية الكمبيوتر اللوحي (سرفس): فشركة نوكيا كانت دائماً سباقة في إيجاد حلول التصاميم، ولها حتى الآن أطول تاريخ في تصاميم الهواتف الجوالة. ومن المعروف أن الكمبيوتر اللوحي (سرفس آر تي) ممتاز لمشاهدة الفيديو أو الطباعة عندما يرتكز على طاولة أو أرضية صلبة مستوية، لكنه من الصعب استخدامه إذا كان في حضن المستخدم.

– نظام التشغيل: على مايكروسوفت الاستفادة من أخطاء نوكيا في اعتمادها على أنظمة التشغيل القديمة وعدم تطويرها، وتقديمها ماهو يسيرٌ للمستخدم، إذ لم تغير الشركة كثيراً في نظامها (سيمبيان) إلا بعد أن أصبحت أنظمة التشغيل (iOS) و ((Android مسيطرة على سوق الهواتف الذكية، وتعتمد مايكروسوفت على نظام التشغيل (ويندوز فون) من أجل هواتفها النقالة.

العدد 1107 - 22/5/2024