كيف ومتى نمارس الرياضة في شهر رمضان المبارك؟

تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان المبارك من العادات الصحية التي يُنصح بمزاولتها لما لها من فوائد عديدة تنعكس بشكل ايجابي على صحة الإنسان.

الرياضة قبل الإفطار أم بعده؟

النشاط البدني المنتظم يدعم ويحسّن عمل الأعضاء الداخلية والعمليات الحيوية في جسم الإنسان، ويخفّف من التوترات والضغوط الحياتية التي قد يعانيها الإنسان، وقد يقي من الكثير من الأمراض التي قد يتعرض لها، ولاننسى دور النشاط البدني المنتظم وتأثيره الإيجابي في عملية إنقاص الوزن، فهو داعم مهم ورئيسي لعملية حرق الدهون والتخلص من السوائل والسموم المحتبسة في الجسم. ويستلزم تطبيق هذا النشاط البدني ضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن قليل السعرات الحرارية يسهّل ويسّرع خسارة الوزن بصورة طبيعية. ولتوخي الحذر فإن ممارسة النشاطات البدنية والرياضة بشكل عام في شهر رمضان المبارك تتبع محاذير وضوابط مهمة جداً، يجب أن توضح خاصة مع قدوم شهر رمضان الحالي في أجواء صيفية حارة تمتاز بطول فترة ساعات الصيام.

المحاذير والضوابط

تمتاز النشاطات البدنية المحبذ ممارستها في شهر رمضان بأنها ذات نوعية خفيفة أو متوسطة الشدة والكثافة، ولا تتطلب جهداً كبيراً ولا مقاومة عالية قد تصل بالجسد أحياناً إلى مرحلة الإنهاك، ومن الأمثلة على ذلك: رياضة المشي، ورياضة الأيروبيك، والقفز بالحبل، والتمارين السويدية البدنية الخفيفة، والأجهزة التدريبية المعروفة كالتردميل والدراجة وغيرها.

أمام الرياضي وقتان مفضلان لممارسة النشاط البدني، الأول قبل وجبة الإفطار بما يقارب الساعة والربع، يستطيع الرياضي أن ينهي تدريبه بالكامل قبل موعد الإفطار بمدة زمنية قصيرة لاتتجاوز 15 دقيقة، وسبب تقصير المدة الزمنية الفاصلة بين لحظة إنهاء التدريب والإفطار هو محاولة تعويض الجسم بالسوائل والأملاح المعدنية المفقوده بأسرع وقت ممكن لتجنيبه العوارض الصحية التي يمكن أن تلّم به نتيجة التدريب في جو رمضاني صيفي حار يمتاز بطول ساعات الصيام. ويضيف بعض المختصون أن ممارسة الرياضة قبل الإفطار بمدة بسيطة تعمل على زيادة كفاءة الجسم في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية وزيادة الشعور بالراحة والاسترخاء، والثاني بعد وجبة الإفطار بما يقارب ساعتين ونصف إلى 3 ساعات، إذ يجري خلال هذه الفترة هضم الطعام بكفاءة وأريحية ليتم استخلاص الطاقة وإعادة شحنها إلى أعضاء الجسم الحيوية، ولايجوز بتاتاً ممارسة أي مجهود بدني قبل الوقت المحدد، لأن طاقة الجسم وجهده وتركيزه بالكامل يكون منصباً على إتمام عملية الهضم. ويضيف بعض المختصون إن الفائدة المرجوة من ممارسة التمارين بعد الإفطار تتمثل في أنها تحفز وتسرع من عمليات الأيض وحرق الطاقة المستمدة من الطعام المموّل للجسم.

– المدة الزمنية المخصصة للحصة التدريبية في شهر رمضان المبارك لاتزيد عن 60 دقيقة تمارس بما لايزيد عن 5 أيام أسبوعياً تقسم على النحو الآتي: الإحماء الجيد قبل مزاولة النشاط لمدة 5 دقائق، يليه أداء تمارين إطالة لمعظم عضلات الجسم لمدة 5 دقائق، ثم ممارسة النشاط البدني الرئيسي لمدة لاتقل عن 30 إلى 45 دقيقة، يليه بعد ذلك تمارين استشفاء وتبريد لمدة 5 دقائق.

– لا ينصح بممارسة الرياضة قبل الإفطار من قبل الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة دون انقطاع، وبالأخص الأعمال التي تستلزم التنقل من مكان إلى اخر في هذا الجو الصيفي الحار، ومن قبل الأشخاص الذين لايتمتعون بمقدار جيد من اللياقة البدنية وقدرة تحمّل التعب والعطش ونقص الأملاح المعدنية، ومن قبل الأشخاص الراغبين في زيادة كتلتهم العضلية، ولاينصح أيضاً بممارسة الرياضة قبل الإفطار في حالة الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة والرطوبة والظهور العمودي للشمس خاصة في الأماكن المكشوفة، فممارسة الرياضة خلال هذا الجو الصيفي الحار تفقد جسم الإنسان الكثير من السوائل والأملاح المعدنية المختزنة عن طريق عملية التعرٌق، التي يقوم من خلالها الجسم بموازنة درجة حرارته، إضافة إلى طول فترة الصيام التي تمتد ما بين 14 و16 ساعة، لا يجري خلالها تمويل الجسم بأي من العناصر الغذائية اللازمة له، وأهمها الماء. وللتوضيح فإن ازدياد شدة النشاط البدني المبذول وكثافته وجهده يؤدي إلى استنزاف مقدار أكبر من الطاقة المستهلكة والممولة بالأساس من النظام الغذائي، فإذا نفذت هذه الطاقة اضطر الجسم أن يبحث عن مصادر أخرى كالجلايكوجين العضلي والكبدي والدهون المختزنة في الجسم، لذا يجب التحذير من أن نفاذ الطاقة واستنزاف الأملاح المعدنية والسوائل من الجسم قد يؤدي إلى عواقب صحية كالصداع والتموج الضوئي والإغماء وأخطرها الجفاف الذي قد يؤدي إلى الإضرار ببعض الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان كالكلى.

– يجب أن يختار الرياضي مكاناً صحياً لممارسة الرياضة يمتاز بالتهوية الجيدة والنظافة العامة وعدم الاكتظاظ والازدحام و الاعتدال في درجة حرارة المكان ورطوبته، وعدم وجود مخلفات وعوادم ملوثة منتشرة، كما هو الحال عند ممارسة الرياضة بالقرب من خطوط سير المركبات الرئيسية.

– على من يعاني من أمراض وعوارض صحية مزمنة أن يعود إلى الطبيب المختص المشرف على حالته.

العدد 1105 - 01/5/2024