فعاليات مهرجان شهبا الخامس للفنون والتراث

اختتم مهرجان شهبا الخامس للتراث والفنون، الذي يقيمه فرع السويداء لجمعية العاديات، بالتعاون مع مديرية الثقافة بالسويداء، فعالياته بعد أن أُطلِقَ يوم الثلاثاء 9/10/،2012 بحضور رسمي واجتماعي وثقافي. وقد تضمن يومه الأول افتتاح معرض مقتنيات تراثية، ولوحات من توالف الطبيعة، لكل من / جمال مهنا، وغازي حمزة، وميسون أبو كرم/، ومحاضرة للأستاذ عماد أبو فخر مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة، بيّن فيها برامج وأنشطة صون التراث الشعبي في سورية. وقد عرف التراث اللامادي الثقافي وفق منظمة اليونسكو بأنه مفهوم الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، التي تعدّها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلاً عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات صورة مستمرة بما يتفق وبيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة. لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية من خلال التقاليد وأشكال التعبير الشفهي، وبضمن ذلك اللغة واسطة التعبير عن التراث الثقافي اللامادي، والفنون والتقاليد وأداء العروض، والممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.

وأشار أبو فخر إلى تشكيل لجنة في وزارة الثقافة لتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي، وأخرى لإنشاء المركز الوطني لتوثيق التراث الثقافي اللامادي ولجان جمع التراث الشعبي وتوثيقه في جميع المحافظات، ولجنة السجل الوطني للتراث الثقافي اللامادي التي تضم ممثلين عن مختلف الوزارات والجهات المعنية بهدف التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة بما يخص اتفاقية اليونسكو لصون التراث اللامادي. بعد أن وقعت سورية عام 2004 على اتفاقية التراث اللامادي وصونه بموجب المرسوم رقم 65 تاريخ 23 أيلول ،2004 وبدأ العمل به منذ عام 2005.

واختتم اليوم الأول بندوة حوارية حول الآثار، تحدث فيها المهندس حسين زين الدين مدير الآثار بالسويداء، عن المواقع الآثرية وأهمية المنطقة وتسلسل الحضارات التي مرت عليها وعن خطط واستراتيجية دائرة الآثار في ميدان العمل الأثري والكشف والدراسات ومشاريع الاستملاك المزمع تنفيذها في بعض المناطق، وأشار إلى أن ضعف موازنة الدائرة إحدى المعوقات أمام تنفيذ الكثير من الخطط.

كمابين المهندس وليد أبو رايد رئيس الشعبة القانونية الفارق بين الموقع التاريخي والأثري، ومتى يعدّ الموقع أثرياً أو تاريخياً. واستعرض أصول منح التراخيص في البلدات القديمة وشروطها وآلية قمع المخالفات الواقعة على المواقع الأثرية والبلدات القديمة وكيف تتم أعمال الاستملاك ومتابعة المخالفات أمام الجهات القضائية، ومدى تعاون المجتمع المحلي والجهات الحكومية في ميدان حماية الآثار.

 وأوضح المحامي هايل حرب العقوبات الواقعة على المخالفين في حالات تجاوز حرم التنقيب أو التخريب أو تهريب الآثار، حسب ما نص عليها قانون الآثار رقم 222 لعام 1963 وتعديلاته. وقد قام بإدارة الندوة عضو مجلس فرع جمعية العاديات بالسويداء الأستاذ إبراهيم أبو كرم.

لم تكن بلدة قنوات الأثرية القديمة قدم التاريخ بعيدة عن فعاليات المهرجان في يومه الثاني، فقد افتتح مقر لجنة قنوات لجمعية العاديات، ومعرض للأستاذ أيمن جزان يضم مقتنيات أثرية من نقود قديمة وغيرها، بمشاركة عدد من المهتمين والباحثين والفنانين، منهم سلمان البدعيش، وفريد القضماني، ومرهف زريفة، وهايل صالح شروف. بعد أن تحدث الدكتور حسين زريفة عن فعاليات واهتمامات جمعية العاديات وأنشطتها، مع فقرة من الشعر الشعبي للشاعر وائل الحجلي. أوضح الباحث جمال أبو جهجاه بمحاضرة حول الأسطورة في فسيفساء شهبا، أن لوحات الفسيفساء الأربع الموجودة في مكانها الأصلي في مدينة (شهبا) والتي تعود للقرن الرابع الميلادي هي الأجمل في سورية.

 وأثناء أعمال التنقيب في الخربة الأثرية الواقعة جنوب شرق الحمامات الرومانية في مدينة (شهبا) عام ،1963 اكتشف بعض مكعبات الفسيفساء الملونة. ونتيجة ذلك عثر على دارة رومانية تتألف من 28 غرفة بمساحة إجمالية 3520 متراً مربعاً. يتراوح ارتفاع جدرانها بين السبعين سنتيمتراً والمترين، مبنية بالحجر البازلتي. وعثر على أربع لوحات فسيفساء ملونة استخدمت كأرضيات تزيينية لإحدى الفيلات التي بنيت في عهد الإمبراطور فيليب العربي 244 – 249م. وتضم اللوحات الأربع حكايات وأساطير هي: تيثيس آلهة البحر، وأعراس آريان وديونيزوس وأورفيوس والحيوانات وأفروديت وآريس. ولكل لوحة، حكاية وأسطورة.

تلا المحاضرة عرض سينمائي لفيلم (الشراع والعاصفة) من إخراج المخرج غسان شميط، المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير حنا مينه. ودار حوار ونقاش بين الحضور والمخرج وأسرة الفيلم في صالة التربية بالسويداء.

وتضمنت فعالية اليوم الثالث محاضرة حول آفاق التفكير الإبداعي النقدي للأستاذ غيلان أبو كرم، وأمسية من الشعر الشعبي للشاعرين بشار أبو حمدان وتيسير رجب.

واختتم المهرجان بافتتاح معرض صور تراثية فوتوغرافية للمخرج تيسير العباس، ولوحات خط عربي للآنسة حنان البحري، وأدوات تراثية للشاعرة ربيعة غانم، ومحاضرة حول المياه في السويداء تاريخاً وواقعاً واستثماراً، للأستاذ هايل الشومري، ليتم صياغة المقترحات والتوصيات التي قام بها الحضور والمشاركون.

الجدير بالذكر أن المهرجان ابتدأ بتاريخ 9/10/ وختم في 13/10/210_# ونفذت فعالياته وأنشطته في المراكز الثقافية في شهبا، وقنوات، والسويداء، وصلخد.

العدد 1105 - 01/5/2024