أنقرة: 120 قتيلاً و186 جريحاً في تفجيرين انتحاريين

أعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو، خلال مؤتمر صحافي، أن 120 شخصاً قتلوا في انفجارين في أنقرة، يوم السبت الماضي، في حين أصيب 186 آخرون بينهم 28 في الرعاية المركزة. واستهدف التفجيران ناشطين من المعارضة التركية جاؤوا للمشاركة في تجمّع من أجل السلام في العاصمة التركية قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة.

وأجاب وزير الداخلية سلامي ألتنوك، في المؤتمر الصحافي عينه عن سؤال بخصوص الإجراءات الأمنية أثناء التجمع الحاشد حيث وقع الهجوم قائلاً: إنه لم يكن هناك تقصير أمني.

ووقع التفجير المزدوج عند الساعة العاشرة وأربع دقائق صباحاً أمام محطة القطارات الرئيسية في أنقرة، حيث تجمّعت وفود من النقابات والأحزاب السياسية اليسارية بينها (حزب الشعوب الديموقراطي) من سائر أرجاء تركيا للمشاركة في المسيرة السلمية بعنوان (رغم أنف الحرب، السلام الآن، السلام.. العمل.. الديمقراطية).

وفيما سارعت السلطات التركية إلى التحدّث عن فرضية الاعتداء، دان الرئيس رجب طيب أردوغان (الهجوم المشين ضد وحدتنا وضد السلام في بلادنا)، مضيفاً أن من يقف وراء هجوم أنقرة (هدفه بثّ الفرقة بين فئات المجتمع التركي)، مؤكداً أن (التصميم والتضامن الذي سنبديه بعد هذا الهجوم سيكون الردّ الأقوى والأهم على الإرهاب). وقال مسؤول حكومي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن التفجيرين ناجمان على الأرجح عن عمل (إرهابي).

ويأتي هذان التفجيران قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة في الأول من تشرين الثاني المقبل، على خلفية مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية وحزب (العمال الكردستاني) في جنوب شرق البلاد. وأُرسلت على الفور أعداد كبيرة من الشرطة إلى محيط محطة القطارات في أنقرة الذي تم تطويقه. كما هرعت سيارات إسعاف عديدة إلى المكان. وبعد ساعتين من التفجير المزدوج كان عدد كبير من الجثث لا يزال ممدداً على الأرض ومغطى بأعلام (حزب الشعوب الديموقراطي) أو حركات أخرى أو نقابات يسارية.

واضطرت الشرطة لإطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجّون على مقتل زملاء لهم، ويرددون على هتافات (الشرطيون قتلة).وكان من اللافت في ردود الأفعال الدولية تجاه الهجوم، تعزية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي، مؤكداً استعداد السلطات الروسية للتعاون مع السلطات التركية لدرء التهديدات الإرهابية.

وبعث الرئيس الروسي بوتين، ببرقية عزاء ومواساة للرئيس أردوغان قدم فيها واجب العزاء في ضحايا الانفجارين، معرباً عن أمله في أن ينال مدبرو هذه الجريمة ومنفذوها جزاءهم، معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكداً استعداد السلطات الروسية للتعاون الوثيق مع السلطات التركية في مواجهة الإرهاب.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي فيديريكا موغيريني تركيا إلى (البقاء موحدة)، وقالت موغيريني في بيان مشترك مع المفوض المسؤول عن توسيع الاتحاد الأوربي يوهانس هان: (على الشعب التركي وكل القوى السياسية البقاء موحدة لمواجهة الإرهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التي تواجه عدداً كبيراً من التهديدات).

وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند (بهجوم إرهابي شنيع)، بينما كتب سفير الولايات المتحدة في أنقرة جون باس في تغريدة على تويتر: إنه هجوم (مروع، وأنا أتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم)، في وقت أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها تلقت هذا النبأ (ببالغ الحزن والصدمة) معتبرة أن الهجوم موجه ل(الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام).

العدد 1104 - 24/4/2024