وفد الأحزاب الوطنية إلى جمهورية الصين الشعبية

 تلبية لدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، قام وفد من الأحزاب الوطنية والتقدمية في الجمهورية العربية السورية، بزيارة لجمهورية الصين الشعبية من تاريخ 11/12/2016 ولغاية 22/12/2016 برئاسة الرفيق مصطفى سكري، أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حماة، وضم الوفد رفاقاً من حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي السوري الموحد والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي وحزب الشعب وحزب سورية الوطن وحزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية.

عقد الوفد العديد من المباحثات مع مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية، في جو يسوده الود.

لقد أكد الوفد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين سورية والصين عبر طريق الحرية، كما أن سورية كانت السباقة للاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، ووقفت سورية إلى جانب جمهورية الصين واعتبار تايوان جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية.

وقدم الوفد الشكر إلى الجانب الصيني لموقف الوفد الصيني في مجلس الأمن إلى جانب سورية والشعب السوري، واستخدامه حق الفيتو لأكثر من مرة ضد المشاريع المشبوهة التي قدمت في مجلس الأمن من الدول الغربية ضد سورية، كما أن الوفد أشار إلى أن الدوائر الإمبريالية وخاصة الأمريكية والصهيونية تحيك المؤامرات وتدعم الإرهاب ضد سورية لموقفها الوطني الحازم ودعمها للمقاومة ورفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني ولنضالها من أجل تحرير الجولان ولواء الاسكندرون.. كما أشار الوفد إلى العقوبات الاقتصادية الظالمة على سورية بهدف حرفها عن نهجها المعادي للإمبريالية ورفضها للأحلاف الاستعمارية ولمواجهتها الإرهاب.. كما أكد الوفد ضرورة اليقظة تجاه الإمبريالية الأمريكية، فاقتصاد جمهورية الصين الشعبية القوي يحتاج إلى قوة عسكرية تحميه من أي عدوان، وذكّر الوفد بأن الاستعمار البريطاني فرض سابقاً على الصين تجارة الأفيون فيما سمي بحرب الأفيون، والعدوان الياباني على الصين.. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ألقت بالقنابل الذرية على ناكازاكي وهيروشيما بعد إعلان اليابان استسلامها دون قيد أو شرط في الحرب العالمية الثانية.

إن هذا يتطلب جهداً مهماً لتشكيل جبهة عالمية لمناهضة الإمبريالية والصهيونية والوقوف بوجه أي عدوان مرتقب.. كما أكد الوفد ضرورة استمرار دعم جمهورية الصين الشعبية لسورية لاسيما الدعم الاقتصادي لمواجهة الحصار الظالم المفروض على سورية، ولمواجهة القوى الإرهابية والظلامية.

وقد أكد الرفاق الصينيون عمق الصداقة بين الصين وسورية، والعلاقات الجيدة مع حزب البعث العربي الاشتراكي والأحزاب الوطنية الأخرى، وأن الصين سيستمر موقفها الداعم لسورية وللأحزاب الوطنية، واستمرار التواصل وتبادل الرأي، وهذه الزيارة للتعرف أكثر على الوضع بسورية ولتعزيز التفاهم والعلاقة أكثر فأكثر.

كما أشار الرفاق الصينيون إلى التطور الحاصل في جمهورية الصين (الطرق السريعة، القطار الصيني السريع، أطول مسافة للسكة الحديد في العالم، ازدياد حجم الاقتصاد الصيني، ومقدار السكان مليار و350 مليون نسمة، وأن حجم الاقتصاد الصيني زاد بالتريلونات، وأن متوسط الناتج المحلي الفردي 8000 دولار للفرد، ولكن لايزال حتى الآن 50 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر، سينتهي ذلك وفق الخطط الموضوعة في عام ،2021 كما أن اقتصاد الصين شهد عدم توازن بين المنطقة الشرقية والمنطقية الغربية، وبين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، كما شهدت الصين بعض المشاكل (التلوث البيئي- نقص الموارد)، وأن الطريق طويلة لزيادة التنمية وتحسين مستوى حياة الشعب، ولدينا ثقة بمستقبلنا.

كثير من الأجانب يسألون ما سبب هذا النجاح في الصين؟ والسبب إننا نقوم بتقييم جيد للتجربة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأن نسبة 99% من مناطق الصين فيها فروع للحزب، وفي الشركات العامة، ويهتم الحزب بالتطور الذاتي، سواء بالنظريات أو بالسياسات، كما يهتم بتطوير الأفكار الماركسية بما ينسجم وواقع الصين والطريق إلى الاشتراكية وفقاً للخصائص الصينية. كما يوجد في الصين 56 قومية جميعاً ممثلة ولها نواب في مجلس الشعب الذي يشكل السلطة الأعلى في الصين، وإلى جانب الحزب الشيوعي الصيني ثمانية أحزاب أخرى متعاونة.

إن الحزب الشيوعي الصيني يولي أهمية خاصة بمكافحة الفساد والمفسدين، ولا يوجد أحد خارج نطاق المحاسبة، كما وضعت أسس للمحاسبة بمنتهى الشفافية وأن مكافحة الفساد مستمرة، وإن تحسن العلاقة بين الحزب والشعب باستمرار هي الضمانة والانضباط الصارم، وممارسة النقد والنقد الذاتي وترشيد الإنفاق.

كما أشار الرفاق الصينيون إلى أن النظام الاقتصادي الذي يسعون لتحقيقه هو النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، نظام اقتصاد السوق الاشتراكي، وهو يتناقض مع اقتصاد السوق، لأن الاقتصاد الاشتراكي يهتم بالعدالة، بينما اقتصاد السوق لا يهتم بالعدالة، وهذا إبداع التجربة الصينية.

إن الهدف هو تحقيق المجتمع الرغيد، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالاستمرار بالإصلاح والانضباط الحزبي الصارم وبإدارة موحدة، ودعم الشعب وبحزب قوي حاكم.

أعضاء الحزب 7% من مجموع السكان، والمهم ليس فقط العدد، إنما المهم هو الجودة.

حقوق الإنسان لدينا في الصين تختلف عن الغربيين، الحقوق لدينا هي التنمية (الكساء، الغذاء)، لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان بدون ذلك.

والنمو الاقتصادي الكبير في الصين حقق قفزة في حقوق الإنسان لدينا، ويوجد قواعد صارمة في الدستور الصيني حول حقوق الإنسان.

مما لا شك فيه أن هذه الزيارة التي قام بها وفد الأحزاب الوطنية إلى جمهورية الصين الشعبية، واستمرار تبادل الزيارات، سيلعب دوراً هاماً في توسيع دائرة الأصدقاء لشعبنا في مواجهته للإرهاب وفي معركته لاسترداد حقوقه في الجولان ولواء الاسكندرون، وفي تعزيز التبادل الثقافي بين البلدان، والاطلاع على التجربة الغنية لجمهورية الصين الشعبية، هذا البلد الذي كان يموت فيه الملايين جوعاً، إلى بلد يشكل اقتصاده ثاني اقتصاد من حيث القوة على النطاق العالمي، إلى بلد لا يخلو بيت في العالم من منتج صيني، إلى بلد يبني اقتصاده الاشتراكي وفقاً لخصائصه القومية، وهو يشكل بجوهره صفعة لمنظري الرأسمالية، وأن القرن الحادي والعشرين ليس قرناً أمريكياً.

إننا نتمنى من كل قلوبنا نجاح الرفاق الصينيين باستمرار تنمية مجتمعهم الرغيد، وزيادة منعة هذا البلد الصديق، وبناء دولتهم الاشتراكية ودعمهم للشعوب المظلومة.

العدد 1105 - 01/5/2024