لماذا تخجل العروبة من العرب؟

تنكفئ العروبة خجلة منتهكةً مغتصبَةً مقهورةً عاجزةً لاتفهم ماذا جرى لبعض العرب اليوم، وهي تراهم مبعثرين متآمرين متخاذلين.

منذ متى حدث هذا؟ أليس منذ زمن بعيد؟

هل من المعقول في ظل الهمجية والقرصنة أن تُكَمّ الأفواه وتعتقل السيادة والحق في الحياة، ولا يصدر أي صوت قوي واضح يستنكر مايحدث في المنطقة العربية؟

أرى كل يوم مشاهد الغزو الإبادي المتكرر لشعب احتلّت أرضه بصكّ تآمري فوق كل القوانين والشرائع، وكثيرون في العالم ينظرون ويحللون ويتوقعون، فأتساءل: ما هذه الصفاقة المستمرة منذ عقود، والمشاهد العربي ينظر عاجزاً متألماً آناً، ومهلّلاً آناً، وكل يومٍ تزداد العروبة انتهاكاً؟!

اليوم مايحدث على الأرض لايختلف عن المسلسلات الزائفة السابقة في مضمونها، ولكنها الأكثر همجية وظلامية ومنهجية، لأنها تستهدف الأرض والإنسان والوجود بحد ذاته، من تونس إلى ليبيا ومصر وسورية والعراق وغزة.

تسيل الدماء! تزهق الأرواح! تنتهك كل المحرمات والقناعات والمفاهيم لتُرَسّخ حالة من الضلال تحت شعارٍ كرِههُ الكثيرون لأنه أصبح بلا مضمون.

كم هي كريهة آلة القتل والدمار المدارةِ بأيدٍ قذرة لوثتها العمالة ويقال إنها عربية!

العدد 1105 - 01/5/2024