مؤسسة الشهيد الخيرية فرع السويداء.. من حمص العدية إلى أغلب المحافظات السورية

معاً سرنا، ومعاً سنكمل الدرب، لنكون أقوى، لنكون سوريين بشهادة العلَم الملون بدم الشهداء ونجمات خضر تبشر بيوم جديد وأمل جديد، سواعدنا مشدودة والهمة قوية بفعل الألم، فالألم يولد الأمل ويزيد من إصرارنا على الحياة.

فعاليات خيرية إنسانية أهلية ومنظمات حكومية وخاصة تنشط في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ لتعوّض أسر الشهداء والجرحى وتضمد جراحهم وتعينهم على مشقة الاستمرار في الحياة بظل ظروف مادية شاقة وغلاء معيشي فاحش ومستلزمات كثيرة تشمل العناية الطبية والعمليات الجراحية وتأمين فرص عمل أصبحت كلها عوامل أشبه بالحلم في هذه الظروف الصعبة.

خدمة الشهيد بأهله..

من بين هذه المؤسسات الفاعلة في المجتمع الأهلي برزت (مؤسسة الشهيد الخيرية) في مدينة حمص، التي تأسست منذ عام 2013 بالقرار رقم 1766 واتخذت شعارها (خدمة الشهيد بأهله)، وهي تهدف إلى رعاية أسر الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة في سورية بشكل رئيسي، ولم تكتف المؤسسة بمقر واحد لها، بل انطلقت تفتح فروعاً كثيرة لها في العديد من المحافظات السورية مثل دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس والسويداء، ليتسع نشاطها الإنساني والتطوعي ويغطي أكبر بقعة ممكنة من الأراضي السورية.

المؤسسة تزداد أهمية وتكبر وتزهو وتقدم المساعدات بجهود الداعمين الشرفاء لها في هذا الوطن، ويعتبر مقرها الرئيسي في مدينة حمص هو الأكبر مساحة والأنشط والأغنى ميدانياً بسبب ضخامة التبرعات التي تقدم إليه والقائمين عليه، إذ يمتلك المقر العديد من الاستثمارات التي تعود بالفائدة على ذوي الشهداء واسر الجرحى، مثل المجمع الطبي الذي تبلغ كلفته عشرات بل مئات الملايين، ومعمل الألبسة الذي يبلغ الكلفة تقريباً نفسها، إضافة إلى وجود منظومة إسعاف كاملة وصيدلية خاصة بالمؤسسة، وحالياً يُنشى مجمع مدارس لأبناء الشهداء بتكلفة تقارب الـ 300 مليون ليرة سورية، ومن مهامه الرئيسية تقديم الدعم النفسي والمعنوي لأطفال ذوي الشهداء والجرحى).

بالمقابل هناك إنجازات حقيقية أخرى للمؤسسة تجعل منها واحدة من أبرز المؤسسات الخيرية الناشطة بشكل إنساني واسع، أبرزها ما يقدمه معمل صناعة الألبسة الجاهزة فهو يحوي ثلاثة خطوط إنتاج ويعمل بطاقة 250 عاملاً وعاملة من ذوي أسر الشهداء، إضافة إلى خدمات المجمع الطبي التي يقدمها لذوي الشهداء والجرحى بشكل شبه مجاني ويُعرف باسم مؤسسة الشهيد.

فرع السويداء.. تعميق دور التطوع بجهود جبارة

تأسس فرع مؤسسة الشهيد في محافظة السويداء في منتصف الشهر الخامس من هذا العام بموافقة المكتب التنفيذي لمجلس محافظة السويداء، وهو حديث الولادة ربما لكنه يضم كادراً جيداً ونشيطاً من المتطوعين الذين يداومون يومياً لإجراء عمليات المسح على مناطق محافظة السويداء وقراها، والاحتفاظ بها ورقياً، ليصار فيما بعد إلى برمجتها إلكترونياً وتقديمها إلى الفرع الأم بحمص.

وقد أوضح المهندس وسام نصر، مدير فرع مؤسسة الشهيد في محافظة السويداء، نشاط الفريق التطوعي والقائمين عليه قائلاً: (نحن الآن بمرحلة المسح الاجتماعي وتشكيل قاعدة بيانات لأسر الشهداء والجرحى ورقياً وإلكترونياً، وذلك للوقوف على الحالة الاجتماعية والاقتصادية والمعنوية والصحية لذوي الشهداء والجرحى وتقدير حجم المساعدة والدعم الذي يحتاجون إليه بالاعتماد بصورة كاملة على المتطوعين، بدأنا منذ شهرين بعملية المسح وقد وزعنا 1300 استمارة شهيد من عدد الشهداء في المحافظة الذي بلغ حتى تاريخه 1015 شهيد رحمهم الله، إضافة إلى1500 استمارة جريح بمساعدة الفرق الحزبية واللجان بكل قرية من قرى المحافظة، مع ملاحظة أن عدد الجرحى قد وصل إلى نحو 2000 جريح منهم من تعافى والحمد لله، ومنهم مازال يتلقى العلاج المناسب، الاستمارات عبارة عن أربع صفحات لكل شهيد وصفحتين لكل جريح، وهي تأتينا تباعاً إلى المركز وتشكل ما يسمى (الداتا) التي تساعد المعنيين على اتخاذ قرار صحيح وصائب حسب الأولويات والحالات المستعجلة، وهذا يتطلب في الحقيقة جهداً كبيراً من المتطوعين الميدانيين مشكورين جميعاً).

وأضاف: (نحن بمحافظة السويداء مازلنا بمرحلة التأسيس ونحتاج إلى داعمين لهذا الفرع وممولين للعديد من المشاريع الاستثمارية لتكون مصدر رزق لذوي الشهداء والجرحى، وفي المرحلة القادمة ستشهد المحافظة حفل إشهار لفرعها في مدينة السويداء).

وأشار أخيراً أن للمؤسسة حساباً مركزياً لكل الفروع لدى المصرف التجاري السوري للراغبين بالتبرع لدعم الأسر المتضررة بسبب الأزمة السورية.

بوركت أيادي الخير، وكل الشكر للقائمين والعاملين في أي نشاط إنساني يساهم في بلسمة الجراح وعودة الطمأنينة والأمان.

سلاماً لكم جميعاً، سلاماً لك سورية.. وهنيئاً لك بأبنائك.

العدد 1105 - 01/5/2024