خــــــاطــــــر بالتغييـــــــر…لتنجــــــــو!

التغيير نحو الأفضل سبيل النمو والتقدم والوصول إلى آفاق جديدة في الحياة، إنه مفتاح النجاح في الحياة الشخصية والعملية. وبالرغم من أن التغيير على درجة عالية من الأهمية، إلا أن الكثير من الناس يقاومونه ويتخذون موقفاً دفاعياً ضده. وقد أثبتت الأبحاث الاجتماعية والإنسانية أن سبب رفض التغيير هو الخوف إما من المجهول أو الفشل أو من المغامرة، فالطبيعة البشرية تحب الاستقرار والأمان. إن مقاومة التغيير لدى أغلبية الناس هي نتيجة الخوف من إخراجهم من منطقة السكينة والتبلد، ويشعرون بقلق إزاء أي تغيير ويعتبرونه نوعاً من المخاطرة وبالتالي يستمرون بالقيام بأعمال وعلاقات بروتينٍ معينٍ لفترة طويلة من الزمن وتسير حياتهم وأعمالهم على وتيرة واحدة.

التغيير لا ينفكّ ضرورةً لتحقيق النجاح، فالتغيير في الطبيعة من حولنا يغيّر الظروف المحيطة بالإنسان وذوقه واحتياجاته الشخصية ورغباته وعمله.. يقول إليانور روزفلت: (سوف تنال القوة والشجاعة والثقة من كل تجربة توقفت عندها في بادئ الأمر واعتراك الخوف منها، وبعد خوضها ستقول لنفسك : لقد عشت الموقف الصعب واجتزته بسلام واكتسبت خبرة، وأستطيع الآن أن أواجه ما تأتي به الأقدار مهما كان).

إن الفارق الجوهري الذي يميز الناجحين في الحياة عن سواهم هو مهارة (إتقان التغيير)، فالناجح من يبدأ بالتغيير لا من يتجنبه، ويحاول التكيف معه إذا واجهه. ولكي يتمكن الإنسان من ذلك عليه أن يخاطر، وأن يتعلم من خبراته السابقة، ومن هؤلاء الذين سبقوه، ومن المهم أن يعدّل أهدافه باستمرار حتى يصل إلى النتائج المنشودة، فربما يفشل أحدهم إن خاطر..لكنه سيفشل حتما إن لم يخاطر. قد يواجه الإنسان أثناء مسيرة التغيير كثير من الإحباطات إلا أنها ينبغي ألا تثني عزيمته عن الوصول إلى هدفه وأن يكون مرناً في مواجهتها.. أما تقنيات التغيير نحو الأفضل فتتلخص في إجراءات وخطوات أهمها اليقين بالمقدرة على تحقيق ما يصبو إليه، وجعل التغيير قاعدة في الحياة، تشمل الاطلاع على الجديد في المجالات كافة، والتكيف مع الأحداث المفاجئة، بما فيه التعود على إتقان العديد من الأعمال التي تخدم الهدف. ومن المهم أيضاً إحداث تغيير ولو بسيطاً في الأشياء الخاصة المحيطة دورياً بما يعزز حافز التغيير المستمر.

ربما يتساءل البعض: ما هو الزمن المناسب لإحداث التغيير ؟ والإجابة تكمن في أن التغيير يحتاج إلى دوافع تشير إلى وجوب حدوثه،وهي عادة دلالات سلبية تشعرك بالملل الشديد والإحباط، ويراودك شعور برغبة التهرب من واجب معين أو من علاقة ما، وعندما يصبح خذلانك أكبر، وانتقاداتك أكثر، أو يزيد كسلك وإهمالك، لابد حينئذ من الرحيل من منطقة القلق تلك التي تدفن فيها مهاراتك وقواك الذاتية وطاقتك، وأن تملك زمام أمورك وتبدأ بإحداث التغيير في حياتك دون تردد أو وجل. يقول برنارد شو: (يعد التقدم درباً من دروب المستحيل في ظل غياب التغيير وهؤلاء الذين يعجزون عن تغيير عقولهم، يعجزون عن تغيير أي شيء حولهم).

وفي النهاية تصنف الحياة مراحل متغيرة، والمرحلة حياة تامة. لا موت هناك، لا نهاية. مرحلة حياة أو حياة مرحلة، تغيير وتغيير، وهكذا..

العدد 1105 - 01/5/2024