المرأة إلى ذروة التنمية والتأثير

إذا صادفتك مقولة (لكل مقام مقال) فاعلم أنه في هذا المقام لا بدّ من ذكر (أليس كاثرين إيفانز) أول عالمة أحياء مجهرية، و(ريتا ليفي مونتالشيني) عالمة الأعصاب الإيطالية، و(سارة موسى) العالمة المصرية في مجال الطاقة النووية والاستخدامات السلمية.

المقام الذي نستعرض فيه الجنس الأنثوي ذا التصنيف النموذجي المتميّز في إطار الدراسات العليا والأبحاث العلمية.  

فعلى الرغم من وجود اتفاق لا متناهٍ بين دول العالم على أهمية المساواة بين الجنسين (ذكوراً وإناثاً)، ما زالت نسب الذكور من الملتحقين في شتى مجالات العلوم تُسجل المستوى الأعلى مقارنة مع نسبة حضور النساء المحدودة للغاية في ذلك المجال تحديداً.
فما ليس منه بد ذكر النسب أعلاها، وتلك حقيقة الأمر التي يجب ألا يجري إخفاؤها، لكن من الواجب التنبيه إلى ما يعوق اندماج المرأة والتزامها بالمشاركة الحضارية الكاملة في صناعة الحياة بكل أبعادها.

 فوفقاً للتعداد الأنثوي الذي يضاهي ويفوق تعداد الذكور عالمياً ومحلياً، فإن الصورة المُتشكّلة لدى الغالبية العظمى من النساء أخذت المنحى التعليمي بعيدا عن أولوياتها، ليكون في عداد ذلك شريحة كبير من النساء المنهمكات في واجب الأمومة والمنزل، لاسيما النساء المحكومات بقيود الذكور الذين مازالوا أكثر تشبثاً بعادات الانتقاص من مكانة المرأة وأهمية دورها في عملية التنمية والتطوير.

 إن القرن العشرين حقق تغيّرات نسبية لا بأس بها في تلك العادات، وخلافا  لذلك أفادتنا إحدى طالبات الماجستير أن ما دفعها لإكمال مسيرتها التعليمية والعلمية هو الوقت الإضافي لديها والذي أفرغه انتظار ما يسمى بإكمال سنّة الحياة: (الزواج والأمومة). 
إذاً أصبح لا بدّ من تعزيز قدرة المرأة على تقييم ما تتلقاه من معارف ومعلومات عبر وسائل الإعلام الداعية للانفتاح على العالم الخارجي، فجاء قرار اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار يوم 11 شباط يوماً دولياً للمرأة في مجال العلوم ليحقق الكفاية لجعل النساء رائدات الحداثة والتطوير، والتقليل من كل ما يعترض ويحد من إمكانية مساواتها مع الرجل، لتبقى الأسماء في بداية المقال هي المثل الأعلى لنظيراتها من النسوة.

 

العدد 1104 - 24/4/2024