بوتين: نعزز قدرات الجيش السوري تمهيداً لسحب قواتنا إلى حميميم وطرطوس

بوتين: نعزز قدرات الجيش السوري تمهيداً لسحب قواتنا إلى حميميم وطرطوس


لافروف: واشنطن تحاول قطع التواصل بين القوات السورية والعراقية

 

 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إحدى المهمات الرئيسية ذات الأولوية بالنسبة لروسيا هي تعزيز قدرات الجيش السوري، لكي يتمكن من تحقيق أهدافه بنفسه.

وأوضح الرئيس بوتين خلال حواره المباشر السنوي مع المواطنين أن موسكو تحرص على إطلاق عملية تسوية سياسية في سورية بين جميع أطراف النزاع.
وتابع قائلاً: (مهمتنا على المدى القريب تكمن في زيادة مستوى الجيش السوري وقدراته القتالية، لكي نتمكن بعد ذلك من الانسحاب بهدوء إلى مراكز المرابطة في حميميم وفي قاعدة طرطوس، ولنتيح للقوات السورية فرصة العمل بفعالية وتحقيق أهدافها المرجوة). وأكد أنه حتى بعد هذا الانسحاب، سيكون بإمكان الطيران الروسي تقديم الدعم الجوي الضروري للجيش السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية. وأضاف قائلاً: (هذه هي خططنا).

واعتبر بوتين أن الخبرة التي اكتسبتها القوات المسلحة الروسية في ظروف القتال بالخارج، واستخدامها أحدث أنواع الأسلحة الروسية، يعد (أمراً لا يقدر بثمن).
وتابع: (اكتسبت قواتنا المسلحة خبرة نوعية جديدة فعلاً).

وقال بوتين إن موسكو لا تعتبر الولايات المتحدة عدواً لها، وحذر من استحالة تسوية الأزمة السورية دون تعاون روسي أمريكي بنّاء.

وأوضح أن هناك مجالات كثيرة تتطلب تعاوناً وثيقاً بين البلدين، وبينها منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الفقر والتصدي للتغيير المناخي.
وتابع قائلاً: (هناك الأزمة السورية وقضية الشرق الأوسط. ولقد اتضح للجميع أننا لن ننجح في شيء دون تعاون مشترك بنّاء).

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يمكن تبرير نشر راجمات الصواريخ الأمريكية »هايمرس« جنوبي سورية بمحاربة الإرهاب، معتبراً ذلك محاولة لتبديل هذا الهدف بمناوراتها الجيوسياسية.
وأكد لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره من لاوس، أن العسكريين الروس يحللون الوضع حول نشر هذه المنظومات جنوبي سورية على الحدود السورية مع الأردن والعراق، بما في ذلك اعتماداً على قنوات التواصل مع الأمريكيين المخصصة لمنع وقوع حوادث غير مرغوب فيها.

وشدد على أنه لم تعد في هذه المنطقة، حسب المعلومات الموجودة بحوزة روسيا، أي فصائل تابعة لداعش، ولفت إلى أن منظومات »هايمرس« تعد أسلحة خطيرة، لكنها ليست فعالة في التصدي للمجموعات الداعشية.
وأشار إلى أن الخبراء الروس والأجانب، ينظرون إلى هذه الخطوة، كجزء من السعي لإنشاء مجموعة قوات إضافية لن تسمح بإقامة قنوات تواصل مستقرة بين القوات الحكومية والرديفة في سورية وشركائها في العراق.

واستطرد قائلاً: (إذا كان الوضع هكذا فعلاً – وأنا أتحدث هنا عن آراء الخبراء، أما نحن فلا نزال نواصل تحليل الوضع – فإنه أمر مؤسف، لأن الحديث يدور عن تبديل هدف تشكيل جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب بلا هوادة، ودون الكيل بمكيالين، بمحاولة القيام بمناورات جوسياسية من جديد). ووصف مثل هذا التصرف بأنه (تجاوز مبني على التلاعب بالنزعات الطائفية والانقسامات داخل الإسلام).

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت من أن نشر راجمات الصواريخ قرب معبر التنف جنوب سورية قد يمهد لضربات على وحدات من الجيش السوري. وأوضحت الوزارة أن الولايات المتحدة نقلت منظومتين لراجمات الصواريخ من طراز »هايمرس« من الأردن إلى القاعدة الأمريكية للعمليات الخاصة قرب بلدة التنف السورية الواقعة على بعد 18 كيلومتراً من الحدود الأردنية.

العدد 1105 - 01/5/2024