أستانا القادم لاستكمال تنفيذ « المناطق» ..والجيش السوري يتقدم في البادية رغم تحذيرات الأمريكيين
يتابع جيش سورية الوطني فرض سيطرته على جميع المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين في المنطقة الشرقية والشمالية والبادية، ويوماً بعد يوم تتوضح معالم خريطة جديدة تُظهر بوضوح تراجع قوى الإرهاب أمام بسالة الجيش السوري الذي يقف خلفه أبناء سورية الوطنيون، التواقون إلى طرد الغزاة والمتدخلين من كل شبر من أرض سورية.
الأمريكيون يحاولون اليوم تغيير قواعد تدخّلهم في المسألة السورية من داعم عسكري وسياسي ولوجستي للإرهابيين، إلى لاعب رئيسي، لا عن طريق تدريب فصائل إرهابية (جديدة) ودعمها فحسب،
بل كذلك بإرسال قوات خاصة يزداد عددها وعديدها، لإقامة مناطق نفوذ تتحكم من خلالها بمفاتيح المشهد الميداني في سورية، وتعرقل تنفيذ أي مساعٍ سلمية لحل الأزمة السورية لا تتوافق مع مصالحها.. ويحذرون بعد ذلك، على لسان مسؤوليهم العسكريين، من اقتراب الجيش السوري من هذه المناطق!
في زمن يتربع فيه (ترامب) على كرسي المكتب البيضاوي، قد نتوقع فيه الكثير، لكن الحديث هنا عن أراض سورية، عن تراب سوري، عن شعب لا يقبل التهديد، وجيش لا يعبأ بالتحذيرات مادام إرهابي أو محتل يدنس أرض بلاده.
الجيش السوري استعاد السيطرة على منطقة مسكنة في ريف حلب الشرقي، وقصف سلاح الجو السوري نقاطاً لتنظيم داعش في دير الزور، وسيطر الجيش أيضاً على مساحة بلغت 1400 كم 2 في البادية السورية، رغم التهديدات الأمريكية.
في الوقت ذاته أعلنت الخارجية الروسية عن عقد لقاء أستانا في 12 حزيران الجاري، بعد سلسلة مشاورات مع ممثلي الأمم المتحدة وأمريكا والأطراف المشاركة.
أستانا القادم سيكرَّس لاستكمال تنفيذ مناطق (تخفيف التصعيد) الأربع في سورية، فهي مازالت بحاجة إلى تحديد معابرها الرئيسية ومراقبي هذه المعابر.
قد يكون من المبكر الحديث عن نجاح هذه المناطق في (تخفيف التصعيد)، لكن السوريين شعروا ببعض الأمان رغم الانتهاكات، بعد موافقة الأطراف على إقامتها، ويتوقعون من أستانا القادم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في هذه المنطقة، وتنظيم خروجهم ودخولهم إليها، والتحول بعد ذلك إلى وقف دائم للأعمال العسكرية.
مازال الشعب السوري متفائلاً بنجاح الجهود السلمية لإنهاء الأزمة السورية، لكنه مصمم أيضاً على مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة بلاده، وسلامة أراضيه، وعلى ضرورة توافق مكوناته السياسية والاجتماعية على مستقبل سورية الديمقراطي.. العلماني.. التقدمي، ضمن حوار وطني عام يضم الجميع.