الشاشة أم الورق، صفاءٌ بشريٌ واعٍ.!!
الشاشة أم الورق، صفاءٌ بشريٌ واعٍ.!!
غزل محمد عائشة
القراءة الإلكترونية تغزو العالم, فكم من المتوقع أنْ يؤثّر ذلك على مستقبل القراءة..؟؟
وحيثُ أنّ الأبجدية الكبيرة والحقيقية تهتم بتحسين نوعية القراءة، كان لنا أنْ نتتبّع خُطى أجيال حالية، لطالما اعتمدت على المعلومات الرقمية والمناهل الإلكترونية.
أفاد بعض القائمين على تنشئة طلاب من الجيل الأخير مهندسين وجراحين وأساتذة، يبدون قلقهم حيال عملية النسخ واللصق التي يقوم بها طلابهمد غير مُكلفين أنفسهم عناءَ البحث عن المعلومات والاستفسارات.
وأضافوا أيضاً أن للتطوّر والحداثة تأثيرها السلبي على هذا الجيل، فالشريحة الغالبة منهم تعلن ثقتها بالمعلومات الرقمية رغم زيف بعضها في الواقع.
في حين أنّ ذلك وفّر عليهم الجهد والوقت من خلال عملية التصفح الإلكتروني الأكثر سهولة في التنقّل عبر اللمس السريع، وأثبتت إحدى الدراسات العلمية، حقيقة عدم التوافق بين القراءة الورقية والقراءة الإلكترونية من حيث الكم(العدد)، لتتفوق الأخيرة منها في ذلك.
وبالطبع هذا بفعل تأثيرات الضوء المنبعث من الشاشة والتي تُحفّز الشعور بالقلق واليقظة وتجعل مستخدمها يقرأ صفحات أكثر من القارئ الورقي، أما من حيث الكيف(النوعية) لم يكن للقراءة الإلكترونية بصمةً راسخة في ذاكرة القارئ ولمفضلها عن سواها من وسائل المعرفة.
ويروي أحد القرّاء المقربين للقراءة من الشاشة، في أنّها حلّت مشكلة غلاء الكتب الورقية، فضلاً عن عدم توفر بعضها لأسباب رقابية مُطبّقة على دور النشر وعلى المطبوعات الورقية، في حين أنّ الإلكتروني عوّض ذلك بشكل أسرع وأسهل وأوفر مادياً، وأضاف: أنّ المتصفح يفتح أمامك نوافذ عديدة يعجز الكتاب الواحد الورقي عن فتحها.
وفي الوقت ذاته كان بالمقابل هناك تواجد ملحوظ لعدد من الشباب في المكتبات الخاصة أو الجامعية منها، حيث أضاف أحدهم على الشعر بيت( في الورقيات صفاء بشري واعٍ) مكملاً حديثه عن ما ادعى أنّهُ عالم آخر تُحدِثه الورقيات فهي حسب قوله(الأكثر توثيقاً)، وطالما أنّ مسار بدايات المعرفة كان مخطوطات ورقية، أعتبر أنّ فقدانّها نذيرٌ بالعجز.
وعلّل حبّه للورقيات فيما تُحدِثهُ من أثرّ في الذاكرة طويلة الأمد والتي مُحال لها أن تفنى أو تُمحى، وذكر أخيراً (بغير الكتب كان يتحتّم علّي أنْ أصبح معتوهاً أو أبلهاً).
لاسيما أنّه كرر تجربته في القراءة ليحرز ديمومة أثر الورقيات على غيرها من وسائل القراءة والاستطلاع المعرفي، مُعلّلاً ذلك في وجود المكتبات حتى هذه اللحظة، وأضاف: لو كان للثورة الصناعية سطوتها الفعلية إلى حد الاستغناء عن الورقيات، لكُنّا استبدلنا المكتبات بمقاهي للقراءة الإلكترونية مثلاً !!! ولكانت الكتب تُباع بأسعار بخسه أو تُقدّم للعامة مجاناً.. علّ الجميع يصبح على مستوى من الثقافة المطلوبة، والتي لم يُوصل المتصفح مُستخدميه إلى الحد الأدنى منها.
وفجأة نتبيّن أنّ القراءة أيًّاً كانت قد أتمّت في الوجود معجزتها النهائيّة.