غيفارا في دمشق

غيفارا في دمشق..كلمة سفير كوبا روهيريو سانتانا بمناسبة الذكرى الـ50 لغياب القائد الثوري تشي غيفارا

في الذكرى الخمسين لاستشهاد المناضل الثائر أرنستو تشي غيفارا، يستذكر المناضلون في أرجاء الدنيا، المآثر العظيمة لهذا الثائر، الذي مازالت خصاله الثورية محفورة في أذهان جميع المناضلين من أجل عالم خال من الاستغلال، وينعم بالسلام.

الأصدقاء الأعزاء!

في البداية أود أن أشكركم على قبول دعوتنا والحضور إلى هنا، لا لنبكي حداداً على فقدان بطل عظيم بالنسبة للبشرية، وإنما للاحتفال واستنكار حياة وإرث إرنستو تشي غيفارا، الذي في مثل هذا اليوم منذ 50 عاماً عبر إلى الخلود في بوليفيا.

نستذكر تشي غيفارا اليوم في سورية، البلد الذي يناضل ويخوض معارك بطولية ضد العدوان المتمثل بالإرهاب الدولي، وهو ينتصر عليه لما فيه خير العالم أجمع، ولهذا معنى خاص جداً، ذلك أننا نلمس على هذه الأرض وأكثر من أي وقت مضى حضور الروح الثورية الأسطورية لهذا البطل في الشعب السوري وفي جنوده الذين يرفعون صوره عالياً في نضالهم الذي يخوضونه اليوم.. في سورية نرى صور تشي غيفارا في العديد من الأماكن، في المنازل وعلى قمصان الشباب وأيضاً منحوتة على قطع معدنية يعلقها المقاتلون السوريون الأبطال حول أعناقهم كتميمة في مواجهتهم للإرهاب الذي خلقته الإمبريالية وتحميه الآن.

صلة تشي غيفارا بسورية ليست وليدة اللحظة أو مجردة صلة رمزية. لقد زار القائد الثوري هذا البلد منذ 58 عاماً، في حزيران من عام 1959 سفيراً للثورة الكوبية (وأنا أحتذي به كدبلوماسي!)، وذلك كمبعوث للقائد فيدل كاسترو، وقد زار عدة بلدان بهدف إعلام القادة التقدميين في العالم الثالث بأن كوبا قد تحررت أخيراً من الإمبراطورية الأمريكية وأصبحت الآن بلداً مستقلاً ومتضامناً، يمكن أن يعول عليه.

هنا، التقى تشي غيفارا بشكري القوتلي، الرئيس السوري في ذلك الوقت، والذي رحب به واستقبله كرسول من ثورة حديثة العهد ومحررة، تحمل رسالة السلام والأخوة والتضامن، وهنا زار عدداً من الأماكن الرمزية والتاريخية.

في مقالة نُشرت في مجلة (فيردي أوليفو) أو (الأخضر الزيتي) عند عودته إلى كوبا، قال تشي بأنه الشعب السوري يتمتع بدرجة عالية من التطور وبثقافة عامة أعلى بكثير من غيره من شعوب بلدان العالم الثالث، ويوجد طبقة وسطى متقدمة مرتبطة بشكل أساسي بالتجارة.

وخلال زيارته إلى الشرق الأوسط وآسيا التقى تشي أيضاً بقادة قوميين مثل جمال عبد الناصر في مصر، وجواهر لال نهرو في الهند، وهو البلد الذي أشاد فيما بعد بمؤسسه المهاتما غاندي.

بعد أكثر من نصف قرن من هذه الزيارة، ماتزال روح تشي حية في الشعب السوري الذي يتذكر ويدافع الآن عن شعاره، ألا وهو: (النضال ضد الإمبريالية أينما كانت).. هذا الشعب جعل من المقاومة والقتال أفضل سلاح لإنقاذ سورية والبشرية جمعاء.

تشي.. مازال حياً.. والنضال مستمر حتى النصر دائماً.

العدد 1107 - 22/5/2024