فكرة تجسدها مهارات …

فكرة تجسدها مهارات
#العدد823 #بقلم_وعد_حسون_نصر #جريدة_النور

كثيراً ما نُغيّر واقعنا بما نملكه من معرفة ومهارات تُمكِّننا من ابتداع أفكار جديدة، تخدمنا على أرض الواقع لتكون سداً منيعاً في وجه العوز المادي والظلم والقهر الذي فرضته الظروف علينا، وخاصة تحت مظلّة الصراع السياسي والاقتصادي التي تشهده معظم المناطق العربية، ومنها بلدنا الحبيب.
ولعلّ العماد الأول لخلق المهارات والأفكار الخلاقة، هو جيل الشباب من الجنسين،لأنهم نبض الحياة وشعلة الأمل والتفاؤل بما يملكون من روح المغامرة. لذا من الطبيعي أن نعمل على تعزيز الأفكار الخلاّقة والاستفادة منها بالتصدي لمرض الجهل والفقر الذي فرضه النزاع المسلح علينا خلال أكثر من سبع سنوات حملت معها أشدّ أنواع القهر، وكانت أشبه بسمٍّ عاث في جسد الأجيال كافة ليشلَّ روح الأمل عند ربيع قوامه جيل الشباب الصاعد. فلابدّ من تقليص مفاعيل هذا السمِّ من خلال سياسات وخطط وعمل الدولة على تنمية مهارات الشباب والاستفادة منها بإعادة إعمار البلد. وهذا ما يحتاج إلى تخصيص مراكز تتبنى أفكار الشباب والعمل على تأهيلها لتولّدها من جديد على أرض الواقع، وجعلها روح العمل المرنة المتحدية كل الظروف، بما في ذلك العمل على تعزيز برامج تدريب للمهارات وخاصة الشبابية،بحيث تكون تلك المهارات جسر العبور إلى حياة أفضل،من خلال تعزيز الوقاية من مرض الجهل،وحاجز في وجه الفقر القاتل، ولا يتحقق ذلك إلاّ من خلال رفد الأجيال بأعمال محببة لهم ممزوجة بأفكار خلاقة من إبداعهم تجعلهم يشعرون بقيمة أفكارهم وحضورهم وفاعليتهم وقدرتهم على صنع الحياة، فمن من خلال مشاركة الشباب بصنع القرار تتولد لديهم روح المبادرة لانطلاقة جديدة تبني مجتمعاً قوامه التجدّد وعماده الشباب.
وهنا نستطيع السيطرة على الظروف القاهرة التي أحاطت بالمجتمع في ظلّ الأزمة الطاحنة لننهض من جديد كطائر الفينيق، ننفض أجنحتنا من تحت الرماد مُحلّقين بروحنا المرنة لنبني الحياة.

العدد 1105 - 01/5/2024