يحتاجون إلى شيء يحول دون …

يحتاجون إلى شيء يحول دون يأسهم!
#العدد823 #بقلم_غزل_محمد_عائشة #جريدة_النور

من هم المعنيون بعنواننا أعلاه؟ بالتأكيد هم الشباب من الجنسين، غير أنني أُراهن أنّ كلّ من في المجتمع يحتاجون إلى ذلك الترياق،لكن تزداد الحاجة والكمية حسب شدّة الأمور التي يصارعونها.
يأتي الشباب في المقدمة نظراً لأنهم الفاعلون الأكثر حضوراً في عملية البناء والتطوير المطلوبة في المساحة التي نقبع فيها.
فكيف أنّ هاجساً ما ينتصب فجأة بوجه امرئٍ يسيطر عليه، فلا يلبث أن يغدو هذا الهاجس كل شيء، ولا شيء سواه!
هل الحرب هي هذا الهاجس؟ لا بدَّ ولا شكّ أنها مرحلة آنية، غير أن مرحلة مابعد الحرب هي الأشدُّ صعوبةً.
فمنذ عام 2010 يُعاني الواقع السوري قصة ابتدعتها الحرب، تبدأ بإخفاق الشباب ودحر إمكانياتهم واستنزاف من تفوق خبراته الحدّ الطبيعي،بالمقابل افتقرت الحدود السورية لعدد كبير من شبابها وكوادرها القوية في مجالات عدة.وحصل المزيد من التذمّر لدى الباقين داخل هذه الحدود،في حين أصبحت رتابة الموت جزءاً لايتجزأ من حياتهم.
لكن، كان لابدّ من مبادرات وخطط تستلهم طاقة الشباب لتوجيهها،فيأتي العمل ملازماً لجهاتٍ عدة،ألا وهي التدريبات التي أُقيمت لهدف جوهري هو تعويض جزء من خسارة الكوادر العلمية والإدارية المُفتقر وجودها عبر افتتاح مراكز مُرّخصة تدعم الشباب من كلا الجنسين،فتزوّدهم بخبرات وشهادات مُصدّقة تساعد على إدراجهم في سوق العمل.
ومن المؤكد أنها خطوة لو أُنجِزَت ستُرفع لها القبعات ممّن سعى لإحداث تلك المراكز، وممّن منح خبراته لتدريب أعداد هائلة من الشباب الخريجين أو الطلاب الجامعيين والعاملين في الوقت ذاته.
حقاً هذا المُسعف الأول لترياق الأزمة، والمُنقذ المهم لشباب يتعافون من تجربة فظيعة مرّوا بها.
وكنا قد تفوهنا بالمهم، ليبقى الأهم وهو استبعاد من لا يتمتّع بالكفاءة المطلوبة من القائمين على رأس العمل، فهذا النموذج كفيل بتمني الترياق من قبل الشباب الجامعي، والمُدرب والمُهيأ لسوق العمل،لا بل القادر على الحيلولة دون استغلال مايوجد من إمكانيات لدى الشباب،فتدريبها هو الشيء المهم،لكن توجيهها والإشراف عليها هو المهمة الأسمى،والتي مازلنا نلاحظ فقدانها وتلاشيها في مختلف أماكن العمل.
فما نفع كل مايتمّ العمل عليه مع استمرار التصورات المُسبقة التي لطالما حدّت حياتنا وتطورنا!

العدد 1105 - 01/5/2024