اليوم العالمي لمهارات …

اليوم العالمي لمهارات الشباب
#العدد823 #بقلم_إيمان_أحمد_ونوس #جريدة_النور

لا شكّ في أن الشباب هم العمود الفقري للدول والمجتمعات، فهم الفئات الأكثر عطاءً واستيعاباً لمختلف التطورات والتقنيات العلمية الحديثة. ولهذا، فإن الدول والحكومات المعنية بتطوّر المجتمع، لا بدّ لها أن تُعنى بتطوير الشباب لديها، من خلال إتاحة فرص التعليم بمختلف تنوعاته واختصاصاته، إضافة إلى خلق وتوفير فرص العمل التي يحتاجونها لتدعيم معارفهم العلمية النظرية، فتكسبهم مهارات متنوّعة. وانطلاقاً من هذا، فقد خصّت الأمم المتحدة هذا الجانب باهتمامٍ ارتقى لأن تعتمد يوماً عالمياً لمهارات الشباب عام 2014 وقد صادف يوم 15/7 المنصرم، بهدف تطوير مهارات الطلبة الذين تراكمت لديهم المعلومات العلمية النظرية التي تحتاج إلى صقلها من خلال التطبيق العملي.
غير أن مجتمعاتنا(أفراداً وحكومات)، المُصنّفة من المجتمعات النامية أو المتخلّفة، فإنها لا تألو جهداً في وضع جميع العراقيل أمام جيل الشباب، منذ مراحل حياتهم الأولى، وفوق كل هذا، فإن أقلّ ما هو شائع من صفات تُطلق عليهم، هي العبثية واللامبالاة والتسطيح و… الخ من صفات أرى أنها مُجافية للحقيقة في جزء كبير منها، ذلك أن شرائح غير قليلة من هؤلاء الشباب يحملون من مفاهيم التطور والعلم ما يُمكّنهم من مجاراة تقنيات العصر ومفاهيمه الحديثة، بحكم تمتّعهم بروح المحاولة والاكتشاف.
لقد عزّزت المُتغيّرات التي طالت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ما نقول، من حيث امتلاك الشباب روحاً مُبدعة خلاّقة في التعامل مع أزمات المجتمع وكوارثه في كثير من الأحيان، وذلك من خلال مجموعات عمل ميدانية حاولت وتحاول جاهدة النهوض بالأفراد والمجتمع من قاع الحرب والعنف والموت إلى فضاءات أكثر إنسانية، من أجل تجاوز هذا الواقع بأقل الخسائر المحتومة.
إنها جهود جبّارة واستثنائية، في ظروف قاهرة واستثنائية، جهود توجب علينا – مجتمعاً وحكومةً – تقديرها واحترامها والاعتراف بضرورتها وأهميتها، ومحاولة تقديم كل ما يمكن ويلزم لأولئك الشباب من أجل الاستمرار في عطائهم وإبداعهم. كما أن على الحكومة أولاً وقبل كل شيء، الإيمان بأن الشباب هم عماد الأوطان ومستقبلها، ومن ثمّ إفساح المجال رحباً أمام من تبقّى منهم، للاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم الهائلة من أجل النهوض بالمجتمع، وكي تكون إعادة الإعمار بأيدي هؤلاء الشباب وعقولهم،فقد آثروا البقاء في وطنهم رغم كل ما جرى، ورغم معاناتهم اليومية بسبب بطالة تخطّت النسب العالمية بأرقام مرعبة.

العدد 1104 - 24/4/2024