إعادة تعريف التنمية

من أبرز التقارير الدولية التي صدرت عام ،2011 كان (التقويم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث). وقد ركز التقرير على إعادة تعريف مفهوم التنمية عبر دمج إدارة (مخاطر الكوارث) والمناخ، على نحو أكبر داخل منظومة التنمية. وطرح التقرير أساليب عدة لإنجاح التنمية والحد من المخاطر، ومن هذه الأساليب: اتباع منهج المشاركة (في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي)، وتوسيع نطاق المبادرات المحلية المبتكرة، وتطوير برامج العمالة المؤقتة، ومراعاة النظم البيئية عبر وضع خطط إدارة الكوارث وتطوير آليات الحماية الاجتماعية.

واتباع منهج المشاركة هو أحد الأساليب المقترحة لمواجهة الكوارث الطبيعية، والمشاركة هنا تعني توحيد الجهود في المجتمع وتوجيهها نحو العمل التنموي.

 

في دولة ما: الكوارث التي وقعت، وتقع، لم تكن من فعل الطبيعة، وليس المناخ هو من فعلها، الكوارث كانت، ولا تزال، من فعل الإنسان، فما هو التعريف المناسب لمفهوم التنمية؟ واتباع منهج المشاركة في دولة ما برزت بشكل مفجع حين تشارَكَ الجميع في خلق الكوارث (البنى التحتية تُدمَّر، والمدن تُدمَّر، والسكان يُهجَّرون من مكان إلى آخر، وبعضهم يستقر في مخيمات الإذلال في الدول المجاورة)، والأهم من ذلك كله، المشاركة في تدمير السلم الاجتماعي،. فأية مشاركة لاستعادة مسار التنمية، بل كيف يمكن أن نوفق بين المفهوم الجديد للتنمية وما يجري إحداثه من كوارث؟!

العدد 1104 - 24/4/2024