وفد روسي في مكتب منطقية اللاذقية

 نحن واثقون أن مؤتمر سوتشي من مصلحة الشعب السوري وفي سبيل إتمام عملية التسوية في سورية، والتحرك غير البنّاء للاعبين الخارجين: لذلك فالهدف من سوتشي، الذي ترعاه روسيا وهي دولة عظمى لها مصلحة ببقاء سورية واحدة موحدة، هو توفير أكبر قدر ممكن من الدعم لعملية جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، لكي تأتي المباحثات بالنتائج التي ينتظرها السوريون.

فيما تتحضّر الساحة الدبلوماسية لعقد مؤتمر سوتشي أواخر الشهر الحالي.. زار وفد إعلامي وسياسي روسي من قاعدة حميميم مكتب الحزب الشيوعي السوري الموحد ومقرات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، في اللاذقية، بتاريخ 23/1/2018 للتشاور والوقوف عند رأي الحزب بهذه التحضيرات، وكان في استقبال الوفد الرفيق عبد الرزاق درجي (عضو المكتب السياسي للحزب وعضو اللجنة المنطقية) والرفيقان علي ريا ومنير خليل (عضوا اللجنة المنطقية والمركزية للحزب).

أشار الرفيق عبد الرزاق درجي إلى أهمية المساعدة الروسية لبلادنا وشعبنا ضد القوى الظلامية والإمبريالية والصهيونية والرجعية، وأن هذا الموقف ليس غريباً عن الشعب الروسي، فقد قدّم الاتحاد السوفييتي سابقاً مساعدات كبرى لشعبنا، منها بناء سد الفرات والعديد من المؤسسات، وتسليح جيشنا بالأسلحة المناسبة لمواجهة العدو الصهيوني، مما ساعد على تأمين الأمن الغذائي من خلال زيادة المساحات المزروعة وتقديم الدعم الحكومي للفلاحين المنتجين من خلال تخفيف كلفة الإنتاج والأسعار المجزية وخلق فرص عمل جديدة. كما أشار الرفاق إلى أهمية مؤتمر سوتشي للوصول إلى حل سياسي يحفظ دماء شعبنا. وأكد الرفاق أن أي مؤتمر يجب أن يحافظ على وحدة التراب والشعب وتحرير الشمال السوري من المحتلين الأتراك والأمريكان، وألا تستطيع قوى الإمبريالية والرجعية تحقيق ما لم تستطع تحقيقه بالحرب. ومن هنا تأتي أهمية مؤتمر سوتشي وأهمية الحوار السوري الوطني الشامل الذي دعَونا إليه باستمرار، للوصول إلى حل يساعد على التنمية الشاملة والمستدامة والعادلة، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، وتسهيل عودة المهجرين والكفاءات العلمية. كما أكد الرفاق أن الحزب في مؤتمريه الحادي والثاني عشر رأى أن الحلقة الأساسية لنشاط الحزب هي مواجهة التآمر الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وأن أحد أهداف الرئيسية للإمبريالية الأمريكية هي تقسيم المنطقة والسيطرة عليها، وأننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد جزء من جبهة وطنية تقدمية نعمل معاً، لمواجهة الإرهاب، وتحرير الجولان، وبناء سورية تعددية موحدة وتقدمية وديمقراطية وعلمانية.

وفي نهاية الزيارة أكد الجميع أن قارب التسوية السورية يجب أن يكون واحداً، وعلى جميع الأطراف أن تجدف في اتجاه واحد وتشارك في إتمام المهمة لتحقيق التسوية للأزمة السورية، ووضع حد لمعاناة شعبنا التي دامت سبع سنوات والوصول إلى تفاهمات مشتركة لإنقاذ وطننا من براثن المواجهات المسلحة ومن الدمار الاجتماعي، والاقتصادي،  ولاستعادة كرامة بلادنا ووضعها على المسرح الإقليمي، ولصيانة الحقوق الأصيلة والحريات لجميع أبناء شعبنا، وأهمها حق العيش في سلام والاحترام والتمسك الكامل بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها وشعبها، فسورية بلد عظيم ومدرسة للعالم أجمع في الصمود والتضحية والفداء.

العدد 1107 - 22/5/2024