جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء تناشد الفعاليات والمغتربين

السويداء _معين حمد العماطوري:

ناشدت جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، والهيئات الخيرية والمغتربين وأصحاب الأيادي البيضاء، تقديم المساعدة وتفعيل ثقافة التبرع النقدي العائد لمرضى السرطان، الذي لم تعد تكاليف العلاج يقوى عليها أحد من فئات المجتمع، في ظل ارتفاع تكاليف الدواء وأسعار الجرعات.

ومن المعلوم وفق إحصائيات وزارة الصحة السورية أن السويداء تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات السورية في الإصابة بمرض السرطان، وفيها وفق المعلومات المتناقلة أكثر من تسعة آلاف مريض، وكلفة علاج المريض الواحد تتزايد مع ارتفاع أسعار الأدوية، والصرف، ولا أحد من فئات المجتمع يقوى وحده على تحمّل أعباء العلاج.

وقد أعلن مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالسويداء نداء استغاثة لصالح المرضى وفق ما تضمّنه شعارها: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).

وبيّن مجلس إدارة الجمعية في تقريره المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي (شفاء) أن مرض السرطان من أكثر الكلمات التي تُشعر بالخوف والقلق على كل ما حولنا، فهو من أكثر الأمراض انتشاراً، ما جعل دائرة المعارف تتضمن ضرورة دفع المصاب بمرض السرطان إلى التفكير في الأمور الإيجابية حتى وإن كان الوقت سيئاً أو غير ملائم، أو محاولة إيجاد أمل بدلاً من التفكير بالأسوأ.

وسعت جمعية اصدقاء مرضى السرطان بالسويداء خلال السنوات الماضية، وفق أهدافها المعلنة في نظامها الداخلي، إلى تقديم العون الطبي (النفسي، العلاجي، المادي، التثقيفي، الخدمي)، معلنةً أنّ هذه الخدمات ما كانت لتتحقّق لولا وقوف المجتمع بأطيافه وتنوّعه، وخاصة المغتربين وأصحاب الايادي البيضاء الصادقة النابعة من وجدانهم، معها وتقديم العون لها، فقد بلغ مجموع حجم التبرعات للجمعية خلال الربع الأول (كانون الثاني، شباط، آذار) من العام الجاري 2024 والإيرادات:

321.190.000   ثلاثمئة وواحداً وعشرين مليوناً ومئة وتسعين ألف ليرة سورية.

اما النفقات فكانت: (321.172.378) ثلاثمئة وواحداً وعشرين مليوناً ومئة واثنين وسبعين ألف وثلاثمئة وثمانية وسبعين ليرة سورية.

كما بلغ عدد المرضى المخدّمين: (571) خمسمئة وواحداً وسبعين مريضاً، وذلك من الأدوية والجرعات الكيميائية، والصور الشعاعية، والتحاليل المخبرية.

وعدد الحالات المخدّمة بوسيلة النقل (3.110) ثلاثة آلاف ومئة وعشر حالات، من خلال باص الجمعية، الذي يقوم يومياً وبشكل مجاني بنقل المرضى إلى مشافي دمشق لتلقّي علاجهم والإعادة.

ايضا جرى العمل على تنشيط برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي لأكثر من 257 حالة، ومتابعتها بالكشف من خلال تصوير الماموغرام وإيكو الثدي بشكل مجاني، ومتابعتها من قبل الأطباء الاختصاصيين.

معاناة مريض السرطان واحتياجاته أصبحت تشكل عبئاً كبيراً على المجتمع. وإن معظم أفراده على دراية تامة بتلك المعاناة، ولكن الحس الإنساني والأخلاقي والقيمي يفرض على أصحاب الأيادي البيضاء الخيّرة استمرار الوقوف إلى جانب المرضى وتقديم يد العون والدعم داخلياً وخارجياً في بلاد الاغتراب، فمرضى السرطان أمانة بأعناق الشرفاء أصحاب الضمائر الحية.

وفي ظل ما يعانيه المريض اليوم من تكاليف علاج باهظة، ومعاناة العمل في الجمعية من مراجعات يومية للعديد من المرضى وذويهم، فإن المناشدة تعلو بصوتها بعد تراجع قيمة الليرة وزيادة التكاليف وقلة الموارد المحلية.

العدد 1104 - 24/4/2024