رموز وطنية عصيّة على النسيان

علي شوكت:

سلطان باشا الأطرش رمزٌ من رموز سورية العصية على النسيان من ذاكرة الوجدان السوري خلال الزمن وعبر أجيال الوطن.

فما إن تقول سورية حتى تستعيد الذاكرة قادتها العظام ومؤسّسي الوطن السوري، متمثّلة بقادة ثورتها الأولى في العصر الحديث، وقائدها العام القائد التاريخي سلطان باشا الأطرش ورفاقه من قادة الثورة الأشاوس: إبراهيم هنانو، والشيخ صالح العلي، وفوزي القاوقجي، وعياش الحاج، وعبد الرحمن الشهبندر، وحسن الخراط، ومحمد الأشمر، وغيرهم كثير من المناضلين الذين وضعوا أسس قيام سورية المعاصرة في نضالهم الدؤوب ضد الاحتلال الفرنسي، ولتوحيد سورية، بعد أن حاول المحتل الفرنسي تقطيع أوصالها بإقامة كانتونات ودويلات صغيرة ذات طابع طائفي وإثني يخدم مصالحها وتكون مطيّة لخدمة المحتل.

ما أحوجنا، في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلادنا وشعبنا، إلى مثل هؤلاء القادة الأفذاذ، الحريصين على وحدة التراب الوطني ووحدة الشعب السوري، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، بعد تلك الحرب العبثية العدوانية الآثمة التي شُنّت على الشعب والوطن السوري، محاولةً تقسيمه وبعثرة قواه وتفتيت وحدة شعبه وجعله محطّماً غير قادر على النهوض مجدّداً، بالضغط عبر أذرعها الارهابية والتكفيرية، واستمرار الحرب وضرب بناه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، عبر الاحتلال المباشر لأجزاء عزيزة على قلب كل سوري شريف وكل حبة تراب من أرض الوطن، ومن خلال التهجير وتفريغه من شبابه وكوادره الوطنية العلمية والفنية والعمالية وهجرة مثقفيه وأدبائه من أجل طلب الرزق والأمان في أصقاع الأرض، واللجوء إلى دول لطالما برعت في سرقة ونهب شعوب الأرض واستعباد الناس.

سورية بحاجة اليوم إلى استعادة مكنونها النضالي التاريخي واستنهاض همم أبنائها، من أجل العودة مجدداً للانخراط في النضال الثوري والفكري والثقافي ومحاربة المحتلين وتكنيسهم من أرض سوريتنا الحبيبة، وإعداد العدّة مجدّداً من أجل إعادة بناء ما هدّمته الحرب من بُنى نفسية واجتماعية وعمرانية، تحت شعار ثورتها الأصيل: (الدين لله والوطن للجميع).

العدد 1105 - 01/5/2024