ليتنا لم نتأقلم!

رنيم سفر:

صُمٌّ بكمٌ عميٌ.. هذه حالتنا، لا أعين تبصر ولا آذان تسمع ولا أفواه تنطق، كأنّما حُرّم علينا الكلام، وتربّينا على مبدأ أن الجدران لها آذان والأرض تسمعنا لدرجة أننا أضحينا نخاف من ظِلّنا، نصنع وهماً ونؤمن به، نؤمن بكلام لا صحة له مثل (بتهون)، (فترة وبتمرّ).. وغيرها الكثير، والواقع أنها إبر مورفين لتصبير عقولنا، لأن الحقيقة باتت أصعب من الخيال إلى درجة يستحيل تصديقها.

من الطبيعي في كل دول العالم أن ترتفع الأسعار، لسببٍ ما، بين فترة وأخرى، بنسبة ما، وقد تنخفض، فهي على توتر بين ارتفاع وانخفاض حتى تستقر، إلا في سورية فالأسعار ترتفع دون أسباب واضحة ولا مجال لعودتها أو انخفاضها مقدار ليرة، واليوم نشهد اكتساء الأسواق بأسعار جنونية لم تكن بهذه الحدة من قبل، ووصلت عنان السماء، وأين الرقابة والجهات المعنية المتابعة لهذا الشأن؟ لا أحد يدري.. أين صوت الحق الناطق؟ لعله أصيب بشلل باللسان فلم نعد نسمع صوته، حتى أنين الشكوى اختفى، ولا مجال للكلام وعلينا التأقلم فقط، وبالفعل فالتأقلم كان حلاً مريحاً في البداية للعقل كي يستوعب، لكننا أصبحنا أجساداً جامدة لا فائدة منها لا تُخرج الصوت ولا تنطق بكلمة، وهكذا نجد أننا اعتدنا على الوضع واعتدنا على الركض للحاق باحتياجاتنا وتأمين متطلباتنا، نحن آلات تعمل ليل نهار لتُطعم وتُلبس ولكن لكل آلة عمر افتراضي خاص بها، وهذا الشقاء والركض ينهش من عمرنا، فنرى فجأة أن هناك عطلاً بالآلة ولا قطع غيار، فيا ليتنا لم نتأقلم!

دمتم ودمنا سالمين!

العدد 1104 - 24/4/2024