بلينكن للعرب: أنقِذوا انتخاباتنا

خلصت اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في القاهرة، إلى عرض الرؤية الأمريكية بشأن ما بعد وقف إطلاق النار، والذي ربطه بضرورة إجراء إصلاح هيكلي للسلطة الفلسطينية في أسرع وقت، حسبما أفادت به مصادر مطّلعة على المباحثات، (الأخبار). وبحسب المعلومات، تحدّث بلينكن عن (رفض أمريكي مطلق) لأي أحاديث إسرائيلية بشأن اقتحام رفح (من دون وجود أي خطط للتعامل مع المدنيين)، وذلك في لقاءاته التي انعقدت في قصر التحرير في وسط القاهرة، فضلاً عن اللقاء الذي سبقها مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والذي لم يدم طويلاً، وشدّد فيه الأخير على (حتمية إصلاح الوضع في قطاع غزة في أسرع وقت). من جهتهم، لمس المسؤولون المصريون (تغيّراً في الحديث الأمريكي، الذي بات يتركز على تهدئة الأوضاع الأمنية حتى نهاية العام الجاري، بما من شأنه أن يمنع اشتعال الحرب بعد وقفها)، عندما يكون قد حان موعد إجراء الانتخابات الأمريكية. كما ركّز بلينكن في حديثه على (رغبة في إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة في أسرع وقت من أجل تحسين الأوضاع المعيشية)، وإن (لم يوجّه أي لوم إلى إسرائيل بقدر لومه عدم قدرة السلطة الفلسطينية على الإصلاح من الداخل حتى اليوم للسيطرة على القطاع)، وفقاً للمصادر.

وفي السياق نفسه، حرص بلينكن في (الاجتماع السداسي) مع وزراء الخارجية العرب، على الضغط من أجل اتخاذ مواقف داعمة لـ(إصلاح السلطة الفلسطينية من الداخل كي تتمكن من فرض سيطرتها على قطاع غزة)، مشيراً إلى أن (عدم الإسراع في إحداث الإصلاح يؤدي إلى تعقيدات إضافية). ورغم حصول الوزير الأمريكي على وعود خليجية بدعم إعادة إعمار قطاع غزة، إلا أن حديثه أظهر (رغبة أمريكية واضحة في إبقاء الوضع بصورته الحالية وتجميده إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، بحيث يظل القطاع أسير المساعدات التي تضمن توفير أساسيات الحياة فقط للسكان).

في المقابل، طلب المسؤولون المصريون من بلينكن (دعماً عسكرياً أمريكياً إضافياً لتقنيات ضبط الحدود مع غزة)، وهو الأمر الذي وعد بلينكن بمناقشته مع الإدارة، في الوقت الذي جرت فيه مناقشات مطوّلة حول ما وصفته القاهرة بـ(الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة على الشريط الحدودي).

عن (الأخبار)

العدد 1105 - 01/5/2024